روس كييف: رحلة في تاريخ الدولة التي شكلت هوية أوروبا الشرقية

روس كييف: رحلة في تاريخ الدولة التي شكلت هوية أوروبا الشرقية

في كلمات قليلة

تستعرض هذه المقالة تاريخ "روس كييف"، وهي دولة سلافية شرقية من العصور الوسطى تُعتبر المهد الحضاري لروسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا. يتناول النص تأسيسها وازدهارها وأسباب انهيارها، مسلطًا الضوء على إرثها التاريخي الذي لا يزال يؤثر على المنطقة حتى اليوم.


تُعتبر "روس كييف" أول دولة سلافية شرقية موحدة، وقد قامت في أواخر القرن التاسع الميلادي في وديان نهر الدنيبر، وهي المنطقة التي تشمل اليوم أوكرانيا وأجزاء من روسيا وبيلاروسيا. تمثل هذه الدولة العريقة مهدًا حضاريًا وثقافيًا للشعوب السلافية الشرقية، ولا تزال جذورها التاريخية محط اهتمام وبحث حتى يومنا هذا.

تأسست الدولة على يد الفارانجيين (الفايكنج)، الذين أقاموا سلالة روريك الحاكمة. وسرعان ما أصبحت كييف، عاصمتها، واحدة من أكثر المدن ازدهارًا ونفوذًا في أوروبا الشرقية، حيث كانت مركزًا تجاريًا حيويًا يربط بين الدول الاسكندنافية والإمبراطورية البيزنطية.

بلغت روس كييف أوجها في عهد الأمير فلاديمير العظيم (حكم من 980 إلى 1015)، الذي اتخذ قرارًا تاريخيًا باعتناق المسيحية الأرثوذكسية دينًا رسميًا للدولة في عام 988. ساهم هذا القرار في تعزيز الروابط مع بيزنطة ودمج الدولة في العالم المسيحي الأوروبي، مما أدى إلى ازدهار الفن والعمارة والكتابة.

بعد وفاة ياروسلاف الحكيم عام 1054، بدأت الدولة تعاني من التفكك الداخلي والصراعات بين الأمراء على السلطة. وقد أدى هذا الضعف، بالإضافة إلى الغزو المغولي المدمر في القرن الثالث عشر، إلى انهيار روس كييف ككيان سياسي موحد. وعلى أنقاضها، نشأت لاحقًا إمارات ودول مختلفة، تطورت مع مرور الزمن لتشكل الدول الحديثة: أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا، وكل منها يعتبر روس كييف جزءًا أساسيًا من تراثه القومي.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.