سجناء القلق: كيف يحوّل الخوف من المرض الحياة إلى كابوس مستمر؟

سجناء القلق: كيف يحوّل الخوف من المرض الحياة إلى كابوس مستمر؟

في كلمات قليلة

يستعرض المقال حياة الأشخاص المصابين بتوهم المرض (الهيبوكوندريا) من خلال قصة لويس، امرأة تبلغ 41 عامًا. تعيش لويس في خوف دائم من المرض، وتقوم بفحوصات طبية متكررة ومراقبة مستمرة لجسدها، مما يحول حياتها إلى دائرة مفرغة من القلق والمعاناة الحقيقية.


في خزانة حمام لويس، خلف المرآة، لا توجد أدوات تجميل عادية، بل ترسانة طبية متكاملة. مقياس حرارة إلكتروني، جهاز لقياس ضغط الدم، ومقياس لتشبع الأكسجين، تجاورها مجموعة من أدوات سحب السموم وإزالة القراد، بالإضافة إلى كمامات FFP2. تقول هذه السيدة البالغة من العمر 41 عامًا، والتي تعيش في خوف دائم من المرض: «أقيس حرارتي يوميًا، وأفحص ضغطي عدة مرات في الأسبوع، وكذلك مستوى الأكسجين في دمي. أعرف كل علاماتي الحيوية عن ظهر قلب».

لويس، التي تعمل كمديرة مشاريع مالية، هي امرأة ذكية ومثقفة ومرحة. لكن في حياتها اليومية، لا مكان لراحة البال. ما تصفه هو طقوس شخص مصاب بـ«توهم المرض» أو الهيبوكوندريا؛ هي ليست مجرد شخص قلق على صحته، بل امرأة محاصرة في قلق منتشر ومهيمن يعيق حياتها. «أصبح طبيبي العام هو مرساتي، أراه مرتين في الشهر على الأقل، وقد تفهم حاجتي لاستشارة عدة أخصائيين كل عام. منذ بداية العام، زرت بالفعل طبيب قلب، طبيبي جلدية، وطبيب جهاز هضمي...».

دائمًا ما يكون لدى لويس عارض جديد يثير قلقها، وعندما يختفي أخيرًا، يظهر عارض آخر ليحل محله. هذه الحالة من القلق المزمن تحول الخوف من المعاناة إلى معاناة حقيقية بحد ذاتها، حيث يصبح الجسد موضوعًا لمراقبة مستمرة ويومية، مما يدخل الشخص في حلقة مفرغة من الخوف والألم النفسي والجسدي.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.