
في كلمات قليلة
تستضيف مدينة لوهافر الفرنسية حتى 21 سبتمبر الدورة التاسعة من مهرجان "صيف في لوهافر". حوّل فنانون المدينة إلى معرض فني ضخم في الهواء الطلق، حيث تتناول الأعمال مواضيع ملحة مثل التغير المناخي والحروب والذاكرة. تُعرض أعمال فنية ضخمة في الشوارع والشواطئ، تتفاعل مع الهندسة المعمارية الفريدة للمدينة.
منذ عام 2017، أصبحت مدينة لوهافر، المعروفة بهندستها المعمارية الحداثية الخرسانية التي صممها أوغست بيريه، مساحة مثالية لاستضافة الفن الضخم والمعاصر. وكما يردد المدير الفني للحدث، غايل شاربو: "في لوهافر، الفنان لا يأتي لوضع عمله الفني فحسب، بل ليتحاور مع المدينة".
في دورتها التاسعة، التي تستمر حتى 21 سبتمبر، يركز هذا التجمع الكبير للفن الضخم المعاصر على قضايا التغير المناخي، والحروب، والأحلام، والرياح، والجنس. تجتاح الأعمال الفنية شوارع المدينة وشواطئها وزواياها الخفية، لتغير ديكورها طوال فصل الصيف. نستعرض هنا أبرز 10 أعمال وفنانين.
1. إلسا ويوهانا: تحويل كبائن الشاطئ
على شاطئ البحر، حوّلت الفنانتان إلسا ويوهانا ثماني كبائن شاطئية إلى مسارح للدمى وصناديق ألعاب وديوراما فنية. تُعرف الفنانتان الشابتان بصورهما الفوتوغرافية التي تمزج بين السيرة الذاتية والخيال. تقولان: "عندما اكتشفنا لوهافر، نظرنا إلى المدينة كديكور سينمائي. أردنا أن يحتفظ عملنا بروح الصيف وأن يتحدث إلى الجميع". وفي الليل، تتحول هذه الصناديق المضاءة إلى جواهر حالمة.
2. لوي-سيبريان ريالز: نقل الموصل إلى لوهافر
تعتبر "بوابات الموصل" العمل الأكثر شاعرية وسياسية في هذه الدورة. ثلاث بوابات ضخمة من المرمر تشكل ساحة صغيرة من الهدوء والسكينة، معبدًا للتأمل: بوابة يهودية، وأخرى مسيحية، وثالثة مسلمة. تشترك الموصل مع لوهافر في تاريخ التدمير الهائل والعنيف في زمن الحرب. تم صنع هذه البوابات في الموصل بمساعدة حرفيين مهرة، وهي تعيد إحياء تقليد كان سائدًا لدى العائلات الثرية في المدينة التي يعني اسمها "نقطة الوصل". هذا العمل، الذي تم تحت رعاية اليونسكو، هو محطة لا بد من زيارتها.
3. غريغوري شاتونسكي: المستقبل والذكاء الاصطناعي
يواصل غريغوري شاتونسكي مشروعه الذي بدأه في 2023 بإنشاء مدينة خيالية، مستقبل لوهافر. في هذا الجزء الثالث، وبالتعاون مع الذكاء الاصطناعي، يقوم ببناء مبنى أو منزل جديد يوميًا، ليضيفه إلى هيكل فولاذي يمثل خريطة المدينة. وهكذا، تتكشف يومًا بعد يوم مدينة حداثية، لكن شبح التغير المناخي يخيم على هذا العمل، حيث من المتوقع أن تكون لوهافر من أوائل المدن التي ستغمرها المياه.
4. نيفيلي باباديمولي: رياح في الأشرعة
في ساحة داخلية لمبنى كان ثكنة إطفاء، ترفرف سبعة أشرعة ضخمة ملونة مع هبوب رياح المحيط الأطلسي. هذه المثلثات التي يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار سيتم رفعها من وقت لآخر، لتحول الساحة إلى ما يشبه أرصفة الميناء. الألوان مستوحاة من غروب الشمس في الشمال، وتدعو الزوار إلى الحلم بالرحيل والانطلاق نحو المجهول.
5. ديدييه مارسيل: فينوس تتحول إلى نافورة
أصبحت بعض أعمال المهرجان دائمة في المدينة. هذا العام، أضاف ديدييه مارسيل منحوتة نافورة باسم "نيكي". وجد الفنان قبل بضع سنوات على الشاطئ حصاة تشبه فينوس من عصور ما قبل التاريخ. قام بتكبيرها عشرين مرة لتصبح هذا العمل الفني الذي يجمع بين إشارات إلى "النصر المجنح في ساموثريس" وإلهة النصر "نايكي" و"الناناس" لنيكي دي سانت فال.
6. مالي آرون: استكشاف لوهافر المجهولة
قدمت المخرجة مالي آرون فيلمًا مستوحى من أسطورة بروميثيوس والطوفان. يروي الفيلم قصة ولادة جديدة لمنطقة، في مقارنة بين مصير نصف الإله المأساوي ومصير مدينة لوهافر التي تم تحريرها ولكنها دُمرت في عام 1944.
7. جولييت هوغيل: تغيير خريطة لوهافر
من بين ألف شارع في لوهافر، 43 فقط تحمل أسماء نساء. قامت جولييت هوغيل، وهي طالبة فنون، بوضع لوحات شوارع وهمية بأسماء نساء بارزات تم تجاهلهن عبر التاريخ، مثل المخرجة أليس غي، ومتسلقة الجبال جونكو تاباي، ومخترعة أول برنامج حاسوبي آدا لوفلايس، محولةً خريطة المدينة إلى قاموس جديد للنساء اللواتي ساهمن في تقدم العالم.
9. المكتب المثالي: ترميم عمارة الشاطئ
على الواجهة البحرية، قام ثنائي "المكتب المثالي" (Bureau idéal) بترميم كشك مهجور، محولين سقفه الذي يشبه زهرة الأقحوان إلى فسيفساء مبهجة مستوحاة من أعمال ماتيس وليجيه، تكريمًا للطيور المهاجرة التي تحلق فوق المدينة.
10. ريشار فوغيه: فنان التجميع الماكر
في معرض استعادي بروح السبعينيات، يقدم ريشار فوغيه أعماله التي هي عبارة عن تجميعات لأطباق ومزهريات تصبح كالأصنام. عمله مرح وممتع، يحوّل ببراعة التحف الفنية والأشياء اليومية العادية.