
في كلمات قليلة
تشهد الجمعية الوطنية الفرنسية مناقشة اقتراح قدمه الحزب الشيوعي لإلغاء قانون رفع سن التقاعد إلى 64 عامًا. على الرغم من أن التصويت رمزي ولن يكون له أثر تشريعي، تأمل المعارضة في إرسال رسالة سياسية قوية للحكومة. وتصف الأغلبية الحاكمة هذه الخطوة بأنها "معركة متأخرة" لا طائل من ورائها.
عادت قضية إصلاح نظام التقاعد إلى الواجهة في فرنسا، حيث تناقش الجمعية الوطنية (البرلمان) قرارًا قدمته المجموعة الشيوعية يهدف إلى إلغاء القانون الذي رفع سن التقاعد إلى 64 عامًا.
وكان هذا الإصلاح قد تم إقراره في عام 2023 دون تصويت مباشر من النواب، بعد لجوء الحكومة إلى استخدام المادة 49.3 من الدستور، وهو ما أثار احتجاجات واسعة في حينه. وبالتالي، فإن التصويت على القرار الحالي، حتى وإن كان رمزيًا، سيمثل المرة الأولى التي يعبر فيها النواب عن رأيهم بشكل مباشر في هذه القضية.
وصرح النائب الشيوعي ستيفان بيو أن الهدف من هذا التحرك هو "إخبار الحكومة بأن أغلبية ممثلي الشعب يريدون إلغاء هذا الإصلاح". وأضاف: "الفرنسيون لم يطووا الصفحة بعد"، مشيرًا إلى أن استفتاءً حول هذا الموضوع هو ما يطالب به الشعب حقًا.
من جانبه، أعلن حزب "التجمع الوطني" اليميني دعمه للقرار، على الرغم من أن المتحدث باسمه، جان فيليب تانغي، شكك في جدواه واصفًا إياه بأنه "دليل على العجز" و"نفاق"، لأنه لن يغير شيئًا على أرض الواقع. ومع ذلك، أكد أن الحزب سيصوت لصالحه "من باب المبدأ والوفاء بالوعود".
في المقابل، لا تبدي الأغلبية الحاكمة أي قلق. واعتبر النائب ماتيو لوفيفر أن الشيوعيين "يخوضون معركة متأخرة". وذكّر بأنه "لو كانت هناك أغلبية حقيقية لإلغاء هذا الإصلاح، لكانت قد أسقطت حكومة إليزابيث بورن في عام 2023، لكن ذلك لم يحدث".
على الرغم من أن نتيجة التصويت لن تكون لها أي آثار تشريعية ملزمة، يأمل مؤيدو القرار في إرسال رسالة سياسية قوية إلى الحكومة، للتأكيد على أن الجدل حول إصلاح نظام التقاعد لم ينتهِ بعد.