
في كلمات قليلة
مع تزايد العمليات التجميلية، يشدد الخبراء على ضرورة الانتباه إلى خمس علامات تحذيرية رئيسية عند اختيار الجراح، أبرزها السلوك التجاري المفرط، والاستشارات السريعة، وغياب اللقاء المباشر مع الطبيب الذي سيجري العملية، لضمان سلامة المريض وجودة النتائج.
مع تزايد الإقبال على الجراحة التجميلية، يزداد أيضاً عدد العمليات الاحتيالية والممارسات غير المهنية. إن اختيار جراح التجميل المناسب هو قرار مصيري يتطلب وعياً وحذراً. يقدم لنا اثنان من المتخصصين إضاءات حول العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها لضمان سلامة العمليات التجميلية وتجنب الندم.
1. عدم مقابلة الجراح الذي سيجري العملية
قد يبدو هذا بديهياً، لكن العديد من العيادات، خاصة تلك التي تعمل خارج الأطر التنظيمية الصارمة، لا تنظم استشارات مسبقة بين الجراح والمريض. قد يستقبل المريض ممرضة أو منسقاً لتوفير وقت الجراح. يؤكد الدكتور سيباستيان غارسون، المتخصص في الجراحة التجميلية والترميمية، على أن لقاء الجراح الذي سيقوم بالعملية أمر بالغ الأهمية. يجب على الجراح أن يأخذ وقته في مقابلة المريض، وإجراء الرسومات اللازمة قبل الجراحة، وإدارة المتابعة ما بعد العملية. ويحذر الدكتور غارسون من ممارسات "مقدمي الخدمات الزائفين" الذين يجرون الاستشارات بدلاً من الجراح، معتبراً ذلك إشارة إنذار قوية وممارسة غير قانونية للطب.
2. القبول السريع لطلب المريض
يحذر الدكتور غارسون أيضاً: "إذا قيل لك بالضبط ما تريد سماعه خلال الاستشارة، فهذه ليست دائماً علامة جيدة". هذا لا يعني بالضرورة أن الجراحة ستكون سيئة، ولكنه يشير إلى أساس ضعيف للتبادل المهني. يجب على جراح التجميل الجيد أن يكون صادقاً، وإذا رأى أن الوقت غير مناسب أو أن الاستراتيجية المطلوبة ليست الأفضل، فعليه أن يشرح ذلك للمريض بوضوح وأن يقدم جميع الحلول والبدائل. ويضيف الدكتور ألكسندر كوتسومانيس، جراح التجميل في باريس: "الجراح الجيد هو شخص أمين لا يستغل سذاجة مرضاه".
3. الاستشارة السريعة وغياب المتابعة
يجب أن تثير الاستشارة التي لا تستغرق سوى خمس دقائق القلق، ما لم يكن الطلب بسيطاً جداً مثل حقن البوتوكس. من حق المريض أن يحصل على الوقت الكافي لطرح جميع أسئلته. وبالمثل، فإن غياب خطة متابعة ما بعد العملية هو أمر مقلق للغاية. يجب التأكد من تحديد مواعيد متابعة منتظمة بعد الجراحة. إذا كان من الصعب التواصل مع العيادة قبل العملية، فمن المحتمل أن يكون الأمر كذلك في حالة حدوث مضاعفات بعد الجراحة، وهذا يشكل خطراً كبيراً على سلامة المريض.
4. تحديد موعد الجراحة بسرعة مفرطة
إذا تم تحديد موعد العملية في اليوم التالي أو في غضون فترة قصيرة جداً، فمن الأفضل البحث عن جراح آخر. يجب إعطاء الوقت الكافي للتفكير. في العديد من الأنظمة الطبية، هناك فترة تفكير إلزامية لا تقل عن 15 يوماً بين الاستشارة الأولى والعملية (للعمليات غير المشمولة بالتأمين). يجب أن يغادر المريض ومعه جميع الوثائق والمعلومات وعرض الأسعار، لضمان الموافقة المستنيرة. غالباً ما تكون هناك حاجة لاستشارة ثانية لتبديد أي مخاوف مشروعة.
5. السلوكيات ذات الميول التجارية
يؤكد الدكتور كوتسومانيس أن "أي سلوك ذي نزعة تجارية يجب أن يكون مدعاة للقلق". إذا قامت العيادة بالاتصال بالمريض بسرعة للضغط عليه لتحديد موعد الجراحة، فهذا ليس طبيعياً. يجب أن يأتي الطلب دائماً من المريض وليس من الطبيب أو العيادة. كما أن العروض الترويجية والخصومات هي علامة تحذير أخرى. ويشرح: "نحن لسنا بائعي سجاد. لا توجد تخفيضات أو عروض ترويجية لعيد الحب على العمليات الجراحية، كما نرى أحياناً على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا غير قانوني تماماً. إن تحديد أسعار عادلة يضمن جودة الرعاية والسلامة واستخدام أحدث المعدات. أي تخفيض في الأسعار سينعكس حتماً على جودة النتائج". يجب على المرضى أن يثقوا بحدسهم، وإذا لم يشعروا بالثقة والراحة، فمن الضروري تغيير الجراح.