
في كلمات قليلة
يعاني عدد كبير من النساء في الأربعينات من ظاهرة تُعرف باسم "ضباب الدماغ" (Brain Fog)، وهي حالة تتميز بفقدان الذاكرة وصعوبة التركيز والشعور بأن العقل مُخدّر. ترتبط هذه الأعراض بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause) وتؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي والمهني.
تخيل صباحاً عادياً يتحول فجأة إلى مصدر إرباك: شعور بعدم معرفة من أين تبدأ، كلمات تظل عالقة على طرف اللسان، نسيان النظارات التي هي في الأصل على الرأس، وإحساس بأن الدماغ مغطى بالقطن. هذه الأعراض، التي تعيشها العديد من النساء في الأربعينات من العمر دون القدرة على تسميتها، تُعرف طبياً باسم "ضباب الدماغ" (Brain Fog).
هذه الظاهرة المعرفية، المستعارة من المصطلح الإنجليزي، تصف الإحساس بأن العقل مُخدّر أو مُثقل، وكأن ضباباً كثيفاً قد استقر بين الأفكار والقدرة على التعبير عنها. وهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause)، وهي الفترة الانتقالية التي تسبق سن اليأس.
يوضح الدكتور غابرييل أندريه، طبيب أمراض النساء ونائب رئيس مجموعة دراسة انقطاع الطمث، أن هذه شكاوى معرفية متنوعة ومختلفة. ويقول: «تجد النساء صعوبة في تذكر الكلمات والأرقام، أو مكان وضع المفاتيح، كما يجدن صعوبة في تتبع مسار أفكارهن، وينسين المواعيد. إنها مجموعة من التغيرات المعرفية التي تُعد مُعطِّلة للغاية».
تؤكد التقارير الطبية أن "ضباب الدماغ" ليس قدراً محتوماً، بل هو ظاهرة شائعة مرتبطة بالتقلبات الهرمونية، خاصة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. هذه التقلبات تؤثر مباشرة على الوظائف الإدراكية، مما يسبب الإحساس بالارتباك وفقدان التركيز.
تشمل أبرز أعراض ضباب الدماغ ما يلي:
- صعوبة في التركيز في العمل والمنزل.
- ضعف الذاكرة قصيرة المدى.
- الشعور بالتعب العقلي المستمر.
- البحث عن الكلمات المناسبة أثناء الحديث.
ينصح الأطباء النساء اللواتي يعانين من هذه الأعراض بطلب المشورة الطبية. ففهم أن هذه الحالة هي جزء من التغيرات الهرمونية الطبيعية يمكن أن يخفف من القلق، كما أن هناك خيارات علاجية متاحة لإدارة أعراض ما قبل انقطاع الطمث وتحسين الوظيفة الإدراكية.