"في الخمسين، يشعرون أنهم أضاعوا حياتهم": 5 مفاتيح نفسية لاتخاذ قرارات مصيرية واعية

تُعد مرحلة منتصف العمر نقطة تحول حرجة، حيث يبدأ الكثيرون في إعادة تقييم مسار حياتهم. وتلاحظ الأخصائية النفسية السريرية، مونيك دي كيرماديك، ظاهرة مقلقة: العديد من المرضى الذين حققوا نجاحات مهنية كبيرة ويمتلكون كل مقومات الرفاهية الظاهرة، يعبرون عن شعور عميق بأنهم «أضاعوا حياتهم» أو «مروا بجانب وجودهم» عند بلوغهم الخمسينيات.

هذا الشعور بالندم ينبع من الانفصال عن الذات الحقيقية، حيث يجد الأفراد أنفسهم قد اتبعوا توقعات المجتمع أو الآخرين بدلاً من الاستماع إلى صوتهم الداخلي. لتجنب الوقوع في أزمة منتصف العمر هذه، يقدم علماء النفس خمسة مفاتيح أساسية لضمان اختيارات حياة واعية ومستنيرة.

5 مفاتيح لاتخاذ قرارات مصيرية واعية

1. التعمق في تحقيق الذات والقيم. إن أول خطوة نحو الوعي هي تحديد قيمك الأساسية واحتياجاتك الحقيقية. ما هي المبادئ التي توجه حياتك؟ عندما تكون قيمك واضحة، تصبح القرارات المصيرية أكثر سهولة وتوافقاً مع ذاتك.
2. وضع الحدود الشخصية. يجب أن يتعلم الفرد تحديد حدوده وقدراته (نقاط القوة والضعف). إن القدرة على قول «لا» للفرص التي تستنزف طاقتك، حتى لو كانت مغرية، هي حماية لصحتك النفسية وضمان لعدم الشعور بـالندم لاحقاً.
3. احتضان التغيير والمخاطرة المحسوبة. الخوف من الفشل هو أكبر عائق أمام عيش حياة مُرضية. الكثير من الندم يأتي من الفرص التي لم تُغتنم. يجب استخدام نقاط القوة لديك لاتخاذ خطوات جريئة نحو تحقيق أحلامك المؤجلة.
4. اتخاذ القرارات بوعي كامل. يجب التوقف عن العيش على «الطيار الآلي». سواء كان الأمر يتعلق بتغيير مهني أو الانتقال إلى مدينة جديدة، يجب أن يكون القرار نتاج تفكير عميق وتحليل للآثار طويلة المدى، وليس مجرد رد فعل أو هروب.
5. الموازنة بين النجاح المهني والإشباع الشخصي. النجاح في العمل مهم، لكنه لا ينبغي أن يكون على حساب الجوانب الأخرى من الحياة، مثل الأسرة والصحة والهوايات. تحقيق الذات يتطلب توازناً بين الإنجازات الخارجية والرضا الداخلي.

إن الاستثمار في علم النفس الذاتي والتأمل المنتظم هو أفضل ضمان لعيش حياة تشعر فيها بالإشباع الكامل، وتتجنب الشعور المرير بأنك «أضعت حياتك» في سن متقدمة.