القهوة سر الشباب: دراسة أمريكية تكشف عن حليف غير متوقع لـ صحة المرأة بعد سن الأربعين

القهوة سر الشباب: دراسة أمريكية تكشف عن حليف غير متوقع لـ صحة المرأة بعد سن الأربعين

في كلمات قليلة

كشفت دراسة أمريكية أن النساء اللاتي يشربن حوالي ثلاث فناجين من القهوة يومياً في منتصف العمر يتمتعن بفرص أعلى للوصول إلى سن السبعين بصحة بدنية وعقلية ممتازة.


لطالما كانت القهوة جزءاً أصيلاً من الثقافة اليومية حول العالم، لكن دراسة أمريكية حديثة واسعة النطاق كشفت عن دورها كـحليف غير متوقع في الحفاظ على الشيخوخة الصحية، خاصة بالنسبة للنساء. وفقاً للنتائج الأولية التي عُرضت في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية في أورلاندو، فإن النساء اللاتي يواظبن على شرب القهوة في مرحلة منتصف العمر (الأربعينات والخمسينات) لديهن فرصة أكبر بكثير للتمتع بصحة جيدة بعد سن السبعين.

شملت هذه الدراسة الأمريكية الضخمة بيانات 47,513 امرأة، وخلصت إلى استنتاج واعد: الاستهلاك المنتظم للقهوة يساهم في الوصول إلى سن متقدمة دون الإصابة بأمراض مزمنة، أو اضطرابات إدراكية، مع الحفاظ على مستوى جيد من الصحة العقلية والبدنية.

الجرعة المثالية لـ صحة المرأة

قامت الدكتورة سارة مهدوي، الباحثة في التغذية والصحة العامة بجامعة هارفارد وجامعة تورنتو، بتحليل بيانات طبية تعود إلى عام 1976. ركز الباحثون على كمية ونوع الكافيين المستهلك بين سن 45 و 60 عاماً.

أظهرت النتائج أن النساء اللاتي استهلكن حوالي 315 ملغ من الكافيين يومياً في تلك الفترة العمرية – أي ما يعادل ثلاث فناجين صغيرة من القهوة تقريباً – كنّ أكثر حظاً في التمتع بـشيخوخة صحية مقارنة بمن يشربن القليل أو لا يشربن القهوة على الإطلاق. بشكل أكثر دقة، لاحظ العلماء زيادة بنسبة 2 إلى 5% في فرص التقدم في السن دون مشاكل صحية مقابل كل فنجان إضافي، وصولاً إلى حد أقصى يقدر بخمسة فناجين تقريباً.

القهوة العادية هي المفتاح

من النقاط الهامة التي أبرزتها الدراسة هي أن هذا التأثير الإيجابي يقتصر على القهوة العادية المحتوية على الكافيين. لم تُظهر المشروبات الأخرى مثل الشاي أو حتى القهوة منزوعة الكافيين تأثيراً مماثلاً. بل على العكس، ارتبط استهلاك المشروبات الغازية (مثل الكولا) بانخفاض في فرص الشيخوخة الصحية بنسبة تتراوح بين 20 و 26% لكل كوب يومي يتم استهلاكه.

تنبيهات هامة

يؤكد الباحثون أن هذه النتائج تُظهر ارتباطاً وليس علاقة سببية مباشرة. كما أن الفوائد الملحوظة متواضعة وتختلف من شخص لآخر بناءً على عوامل وراثية وفردية. ويجب التذكير بأن الإفراط في تناول القهوة قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم أو القلق أو مشاكل هضمية.

تختتم الدكتورة مهدوي قائلة: «القهوة لا تحل محل التمارين الرياضية أو النظام الغذائي المتوازن أو الإقلاع عن التدخين. لكنها، عندما تُدمج في نمط حياة صحي، يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً».

هذه النتائج المشجعة تدفع الباحثين إلى التعمق في فهم التفاعلات بين مركبات القهوة وجينات الشيخوخة، بهدف تحديد من هم المستفيدون الأكبر من هذا المشروب ولماذا.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.