شهدت مدينة كان الفرنسية عودة خجولة ومثيرة للجدل للنجم العالمي كيفن سبيسي، الذي ظهر لتسلم جائزة فخرية على هامش فعاليات المهرجان السينمائي الدولي. هذا الظهور، الذي مر شبه غائب عن الأضواء الرئيسية، أعاد إشعال الجدل حول مسيرته المهنية المتأرجحة بين العبقرية الفنية والاتهامات الأخلاقية.

ففي يوم الثلاثاء، 20 مايو، عاد الممثل الحائز على جائزة الأوسكار، والذي تمت تبرئته في يوليو 2023 من تسع تهم تتعلق بالاعتداء الجنسي، إلى أجواء كان السينمائية. وقد جاءت عودته بمناسبة حفل توزيع جوائز نظمته مؤسسة «صندوق عالم أفضل» (Better World Fund)، وهي مؤسسة مستقلة تماماً عن مهرجان كان الرسمي. وتلقى سبيسي الجائزة تقديراً لـ «عقود من العبقرية الفنية» التي قدمها للسينما العالمية.

على الرغم من أن وصوله إلى فندق «كارلتون» الفاخر لم يلفت سوى انتباه عدد قليل من المصورين ولم يحدث ضجة كبيرة في الكروازيت، إلا أن ظهوره أثار موجة من الغضب على الإنترنت. فقد سارع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى التعبير عن استيائهم من عودة سبيسي، الذي واجه عشرات الاتهامات بالاعتداء الجنسي منذ عام 2017، إلى دائرة التكريم السينمائي.

وانتشرت تعليقات غاضبة مثل: «لقد اتُهم بالعديد من الأفعال، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والاعتداء على الأطفال. لا ينبغي السماح لكيفن سبيسي بالعودة إلى هوليوود. كل هؤلاء الفنانين الذين يدافعون عنه بحجة موهبته يجب أن يذهبوا إلى الجحيم. لماذا يتحدث في كان؟». وسخر آخرون من الوضع، مشيرين إلى أن «الاتهامات تدمر الحياة»، لكن سبيسي، المتهم بالاعتداء، «يشارك في الأفلام ويتلقى جائزة».

تجدر الإشارة إلى أن سبيسي كان قد حُكم ببراءته في عام 2022 من قبل محكمة مدنية في نيويورك، ثم تمت تبرئته مرة أخرى في لندن في يوليو 2023 من تسع تهم وجهها أربعة رجال. ومع ذلك، ظهرت مزاعم جديدة في مايو 2024 ضمن فيلم وثائقي بعنوان "Spacey Unmasked" (سبيسي بلا قناع) على القناة الرابعة البريطانية، حيث اتهم تسعة رجال آخرين الممثل بسلوكيات غير لائقة.

من جانبها، أكدت مؤسسة «صندوق عالم أفضل» أن قرارها بمنح الجائزة يستند إلى «قاعدة البراءة المطلقة» والاعتراف بمسيرته الفنية. وقال رئيس المؤسسة في بيان: «مؤسسة صندوق عالم أفضل ليست محكمة عدل: نحن نكافئ هنا المسيرة الفنية لأحد أعظم الممثلين في العالم، لمساهمته في إشعاع السينما الأمريكية». سبيسي نفسه، الذي لم يسر على السجادة الحمراء في كان منذ عام 2016، أعرب للصحفيين عن شعوره بـ «الدفء والحب والدعم» الذي أحاط به.