بعد أن أسر قلوب الجمهور في دور المعالج النفسي في مسلسل "في العلاج" (En thérapie)، يعود الممثل الفرنسي فريديريك بييرو ليقدم أداءً لا يُقاوم في فيلم "الموسيقيون" (Les Musiciens)، وهو عمل موسيقي جماعي للمخرج غريغوري ماني.

يؤدي بييرو في الفيلم دور مؤلف موسيقي منطوٍ ومنعزل، تستعين به وريثة ثرية لإعادة التناغم إلى رباعية من آلات الكمان "ستراديفاريوس" النادرة. وخلال مشاركته في برنامج "محادثات"، أوضح بييرو ما جذبه إلى هذا الدور تحديداً، مشيراً إلى أن الموسيقى كانت دائماً بالنسبة له وسيلة "للهروب من ثقل اللغة".

وصرح بييرو: "لم أقل بالصدفة، في مرحلة ما من الفيلم، إن الموسيقى بالنسبة لي هي طريقة للهروب من أعباء اللغة. أجد أننا نمر بفترة حساسة للغاية على مستوى اللغة. هناك شيء ضاع. يجب أن نقرأ نصوصاً جميلة وعظيمة في الوقت الحالي".

وللتعمق في شخصية المؤلف الموسيقي، كشف بييرو أنه استلهمها من الموسيقار الفرنسي الكبير جان فرانساي، الذي التقاه عندما كان يعمل فنياً في مواقع التصوير: "كنت حينها عاملاً فنياً، وكنت أقوم بتصوير مقطع لجون كلود كاساديسوس وهو يعزف مقطوعة لفرانساي. وكان فرانساي حاضراً".

فلسفة التخلي والرحلات الطويلة

تطرق الممثل أيضاً إلى منهجه في فن التمثيل، مشدداً على أهمية العمل الجماعي و"التخلي" عن الأفكار المسبقة. وأضاف: "الفيلم هو عمل جماعي. والمشاهد هي شيء نبتكره بشكل جماعي. يجب علينا حتماً، في مرحلة ما، أن نتخلى عن سيطرتنا. لا يمكن أن تأتي بفكرة مؤكدة عما يجب فعله، هذا غير صحيح. يجب أن يتم الأمر بالتعاون مع الآخرين، وهذا أمر رائع".

كما تحدث بييرو، الذي جسد أدواراً متنوعة في أفلام لمخرجين كبار مثل فرانسوا أوزون، عن تأثير هذه الشخصيات على شخصيته: "من الغريب أننا لسنا أي من الشخصيات التي نجسدها. ومع ذلك، نحن جزء منها، ونبقى كذلك إلى الأبد". وأكمل قائلاً: "لم أخض حرب إسبانيا، لكني لعبت دوراً عنها. ومن وقت لآخر، عندما أسمع الحديث عن حرب إسبانيا، أشعر وكأنني محارب قديم خاضها".

وفي ختام اللقاء، كشف بييرو عن سره لمقاومة فوضى العالم وضغوط الحياة: "المشي، لمسافات طويلة. أنطلق أنا وشريكتي لمدة شهر، بحقيبة واحدة فقط".