دليل الأسبوع الثقافي: من «ضراوة في المنزل» في باريس إلى رواية مصورة عن عبقرية بيروت قبل الحرب الأهلية

دليل الأسبوع الثقافي: من «ضراوة في المنزل» في باريس إلى رواية مصورة عن عبقرية بيروت قبل الحرب الأهلية

في كلمات قليلة

مراجعة ثقافية شاملة تشمل معرض "ضراوة في المنزل" في باريس، الذي يتناول العلاقة بين الأم والابنة؛ الفيلم الموسيقي "أن تغادر يوماً" للمخرجة أميلي بونان؛ والرواية المصورة "عبقرية بيروت" التي توثق الأجواء الاجتماعية والسياسية في العاصمة اللبنانية قبيل اندلاع الحرب الأهلية.


تقدم لكم هيئة التحرير أهم ما يجب مشاهدته وقراءته هذا الأسبوع في المشهد الثقافي العالمي، والذي يتنوع بين معرض فني في باريس، وفيلم موسيقي فرنسي، وقصة مصورة مؤثرة عن بيروت.

معرض «ضراوة في المنزل»: استكشاف العلاقة المعقدة بين الأم والابنة

يستضيف «مؤسسة بيرنو ريكار» في باريس معرض «ضراوة في المنزل» (Férocité à domicile) في الفترة من 16 مايو حتى 19 يوليو، وهو معرض يسلط الضوء على الترابط المعقد بين الأمومة والمنزل. تستوحي القيّمة الفنية أوريان دوراند رؤيتها من مقولة المخرجة شانتال أكرمان: «لا يوجد شيء يقال، وهذا اللاشيء هو ما أعمل عليه»، في إشارة إلى العلاقة الصامتة والمضطربة أحياناً بين الأم وابنتها.

المعرض يرسم «خريطة دقيقة للرابط الأمومي»، متأثراً بأفكار الكاتبة النسوية الأمريكية فيفيان غورنيك. ويضم أعمالاً لفنانين يستكشفون المنزل كـ«مسرح للاضطراب»، فهو في آن واحد ملجأ و«فخ خبيث». من بين الفنانين المشاركين: توليا أستاخيشفيلي، وروزا جولي، وكودليس برازلتون الرابع، الذين يصورون المنزل كفضاء شبحي أو ضعيف، بينما تتناول أعمال فنانين آخرين الضغوط الهائلة التي تُمارس على النساء اللواتي يمنحن الحياة.

«أن تغادر يوماً»: جوليت أرمانيه في أول أدوارها الكبرى

افتتح مهرجان كابور السينمائي بفيلم «أن تغادر يوماً» (Partir un jour)، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرجة الفرنسية الشابة أميلي بونان. يعد هذا الاختيار جريئاً وموفقاً، حيث يقدم الفيلم جرعة من الانتعاش على الساحة السينمائية.

الفيلم عبارة عن كوميديا درامية موسيقية تدور حول سيسيل، المتسابقة السابقة في برنامج «توب شيف»، التي تعود إلى قريتها الأصلية بعد إصابة والدها بنوبة قلبية. تجد سيسيل نفسها في مطعم العائلة على الطريق السريع، وتلتقي بأصدقائها القدامى وحب مراهقتها، مما يزعزع كل قناعاتها. يتميز الفيلم بكونه فيلماً غنائياً، حيث يعبر الأبطال عن قصصهم ومشاعرهم من خلال أغاني البوب الفرنسية الكلاسيكية، من سيلين ديون وداليدا إلى ميشيل ديلبيش وسترومي، وصولاً إلى فرقة 2Be3 التي استلهم منها عنوان الفيلم.

يجمع الفيلم الممثل باستيان بويون والمغنية جوليت أرمانيه، التي تكشف عن موهبة تمثيلية ساحرة في أول دور كبير لها. هذا العمل هو قصة عالمية عن الجذور والتربية وما نختاره أن نحتفظ به أو نرفضه من ماضينا.

«عبقرية بيروت»: الغوص في جذور الحرب الأهلية اللبنانية

بعد خمسين عاماً من بدء الحرب الأهلية اللبنانية رسمياً في 13 أبريل 1975، لا تزال آثارها حاضرة بقوة في الإنتاج الفني، بما في ذلك الروايات المصورة. العمل الجديد «عبقرية بيروت» (Le Génie de Beyrouth) للصحفي سليم نسيب والرسامة لينا مرج، يمثل إضافة قيّمة لهذا النوع الأدبي.

سليم نسيب، الذي كان مراسلاً لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية في بيروت خلال الثمانينات، يقدم سيناريو شبه سيرة ذاتية. يركز الكتاب على اللحظات التي سبقت الحرب، ويسلط الضوء على المجتمع النابض بالحياة في شارع نموذجي بقلب بيروت، حيث كانت تتعايش الأديان والطبقات الاجتماعية المختلفة قبل عام 1975.

تستكشف القصة تصاعد العنف والتوترات وكيف يتحول الجيران إلى مقاتلين وأعداء. توفر هذه الرواية المصورة، الواضحة والدقيقة في تفاصيلها، انغماساً عميقاً في مجتمع عاش جنوناً عندما اعتقد أنه يعيش في يوتوبيا. «عبقرية بيروت» هو المجلد الأول من ثلاثة مجلدات مخططة، ويُعد شهادة ثمينة على تلك الفترة.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.