دليل الأسبوع الثقافي: "المخطط الفينيقي" لـ ويس أندرسون، مسرحية "هكوبة" ورواية "حديقة الجنة"

دليل الأسبوع الثقافي: "المخطط الفينيقي" لـ ويس أندرسون، مسرحية "هكوبة" ورواية "حديقة الجنة"

في كلمات قليلة

مراجعة لأبرز الأعمال الفنية والأدبية لهذا الأسبوع، تشمل الفيلم الجديد "المخطط الفينيقي" للمخرج ويس أندرسون، والمسرحية الختامية لموسم الكوميدي فرانسيز، ورواية "حديقة الجنة" للكاتبة إلينا فيشر.


تقدم لكم هيئة التحرير نظرة على الأعمال الثقافية الأكثر أهمية التي تستحق المشاهدة والقراءة هذا الأسبوع، والتي تجمع بين السينما العالمية، والمسرح الكلاسيكي المعاصر، والأدب الروائي الجديد.

«المخطط الفينيقي»: ويس أندرسون يعود إلى كان بأسلوبه الفريد

بعد أفلامه الناجحة مثل «مملكة بزوغ القمر» و«الوفد الفرنسي» و«مدينة الكويكبات»، يعود المخرج ويس أندرسون للمرة الرابعة إلى المنافسة في مهرجان كان السينمائي بفيلمه الجديد «المخطط الفينيقي» (The Phoenician Scheme). يتيح المخرج التكساسي لـ بينيشيو ديل تورو فرصة تقديم أفضل أدواره منذ فيلم «سيكاريو»، حيث يجسد دور الثري زسا-زسا كوردا.

يحاول كوردا، بعد نجاته من محاولة اغتيال أخرى، الحفاظ على ثروته بمساعدة ابنته ليزل (ميا ثريبلتون)، التي لا تهتم كثيراً بأمور المال لكونها راهبة. يرافق الأب وابنته وصي الثري (مايكل سيرا) في رحلة عبر البلاد للقاء كبار الأثرياء القادرين على إنقاذهم من المأزق المالي.

يحيط أندرسون نفسه مجدداً بنخبة من الممثلين، بما في ذلك أدريان برودي، ماتيو أمالريك، برايان كرانستون، جيفري رايت، بينيديكت كامبرباتش وبيل موراي. من الواضح أن طاقم التمثيل يستمتع بالانغماس في هذا العالم الخيالي. يظل الإخراج الفني، وهو نقطة قوة لا يمكن إنكارها لهذا المخرج المتمرس، ميزة أخرى للفيلم. ومع ذلك، تشير بعض المراجعات إلى أن القصة قد تبدو جوفاء قليلاً خلف هذا الإطار البصري الرائع.

فيلم «المخطط الفينيقي» من إخراج ويس أندرسون، وبطولة بينيشيو ديل تورو وميا ثريبلتون ومايكل سيرا.

«هكوبة، لا هكوبة»: تراجيديا معاصرة في الكوميدي فرانسيز

تختتم مسرحية «هكوبة، لا هكوبة» (Hécube, pas Hécube) للمخرج تياجو رودريغيش موسمها في مسرح الكوميدي فرانسيز. هذا العرض كان له عدة محطات، حيث بدأ في مهرجان أفينيون عام 2024، ثم جاب أوروبا لمدة خمسة أشهر، بدءاً بمسرح إبيداوروس الأثري في اليونان.

يمثل هذا العمل التعاون الأول بين «بيت موليير» ورودريغيش، مدير مهرجان أفينيون منذ عام 2022. وكما هي عادته، يتناول رودريغيش نصاً كلاسيكياً – هنا، «هكوبة» ليوربيديس – ويثريها بتركيب نص آخر فوقها، كاتباً بين السطور وخلال عملية البروفات مع ممثليه.

تختلط المأساة اليونانية للأرملة بريام، التي فقدت كل شيء في هزيمة طروادة (زوجها، عرشها، حريتها)، بحياة الممثلة التي تجسد دور هكوبة، والتي تعرض ابنها المصاب بالتوحد لسوء معاملة ضمن نظام تندد به علناً. وهكذا، ترتبط قضية العدالة بمسألة الضعف الإنساني في سياق معاصر.

مسرحية «هكوبة، لا هكوبة»، من 28 مايو إلى 21 يوليو، في الكوميدي فرانسيز، باريس.

«حديقة الجنة»: رواية إلينا فيشر البكر

تبدأ رواية «حديقة الجنة» (Paradise Garden)، وهي العمل الأول الناجح للكاتبة إلينا فيشر، بصوت ورؤية للعالم تخص بيلي البالغة من العمر أربعة عشر عاماً. كانت حياتها مبهجة ومريحة بشكل متناقض على الرغم من الصعوبات المالية والإهانات الطبقية. كانت والدتها، ماريكا، وهي أم عزباء وعاملة نظافة خيالية، تتمتع بموهبة إعادة سحر الحياة اليومية، حتى عندما كانتا تعتمدان على رقائق البطاطس والمعكرونة بالكاتشب في نهاية الشهر.

عندما تموت الأم فجأة، تهرب بيلي لتجنب الخدمات الاجتماعية وجدتها التي تريد اصطحابها إلى رومانيا، بلدها الأصلي. مسلحة بصورة قديمة، وبحر الشمال كدليل جغرافي وحيد، تنطلق بيلي في رحلة بالسيارة (دون رخصة قيادة) على أمل العثور على أب تجهل كل شيء عنه، وربما كشف أسرار والدتها العديدة.

تمزج إلينا فيشر في «حديقة الجنة» بين الخيال والكآبة، وبين مذكرات الطريق ورواية البلوغ، وتملأها بشخصيات ملونة ومناظر طبيعية آسرة ومشاهد سينمائية في حواراتها وتقطيعها. إنها معجزة صغيرة من الحساسية والذكاء والانتعاش الأدبي.

رواية «حديقة الجنة» للكاتبة إلينا فيشر.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.