
في كلمات قليلة
تشارك راقصة الباليه الفرنسية الشهيرة ماري-أنييس جيلو قصتها الملهمة حول كيفية تحويلها لتحدي الجنف (السكوليوز) إلى قوة، لتصبح نجمة في أوبرا باريس. تؤكد جيلو على أهمية الإيمان بالذات وتدعو إلى تعليم الرقص الشامل، مشيرة إلى أن الحركة بالنسبة لها هي "الحرية".
تعتبر ماري-أنييس جيلو، راقصة الباليه ومصممة الرقصات الفرنسية، التي نالت لقب «النجمة» (Étoile) عام 2004، واحدة من الأصوات البارزة في فنها. وعلى الرغم من تقاعدها من أوبرا باريس عام 2018، إلا أنها لم تتوقف عن الرقص، حيث تواصل تعاونها الفني وتدريس خبرتها في مدرستها بالنورماندي للجيل الشاب.
في مقابلة حديثة، كشفت جيلو، التي تبلغ من العمر 49 عامًا، عن تفاصيل مسيرتها الاستثنائية، مؤكدة أن الإرادة والإيمان بالذات هما مفتاح النجاح، حتى في مواجهة التحديات الجسدية الكبيرة. وتأتي تصريحاتها قبيل مشاركتها كضيفة شرف في مهرجان «الأخوات التوأم» (Festival Sœurs Jumelles)، المخصص للموسيقى والصورة.
الرقص كحرية وتحدي
تحدثت جيلو بصراحة عن معاناتها مع مرض «الجنف» (Scoliosis)، وهو انحناء في العمود الفقري، والذي اضطرها لارتداء مشد طبي لمدة 21 ساعة يوميًا بين سن 12 و 17 عامًا. وقالت: «كنت أتحرر منه فقط لأجل الرقص. لطالما رفضت أن يملي هذا المرض حياتي ويمنعني من فعل ما وُلدت لأجله».
وأكدت النجمة أن رسالتها للجيل الجديد هي أن «كل شيء ممكن»، مشيرة إلى أن قصتها دليل حي على ذلك: «حتى عندما يتم تصنيفك كشخص 'من ذوي الإعاقة' وتأتي من الأقاليم، يمكنك أن تصبح راقصة باليه نجمة». اليوم، ورغم وجود تحدب في ظهرها، فإن معرفتها العميقة بجسدها تسمح لها بتقديم أفضل زاوية للجمهور، مع إدراكها أن الرقص في الخمسين يختلف عنه في العشرين.
وعندما سُئلت عن معنى «الحركة»، أجابت جيلو: «الحرية. لا أشعر بالحياة أبدًا كما أشعر بها عندما أرقص؛ أنسى كل شيء».
الموسيقى والتعليم الشامل
بالنسبة لجيلو، الموسيقى هي مصدر الإلهام الأساسي. لديها أذن موسيقية تمكنها من فك شفرة الموسيقى وعدّها، مشيرة إلى أن الموسيقى الكلاسيكية تدخل عقلها بطريقة «دماغية»، بينما المعاصرة تحدث تأثيرًا «غريزيًا».
وفي مجال التعليم، أسست جيلو جمعية تهدف إلى ضمان حصول جميع الأطفال على تعليم رقص عالي المستوى، بغض النظر عن أصولهم. وانتقدت جيلو تحول الباليه الكلاسيكي إلى «عمل تجاري» لا تستطيع العديد من العائلات دعمه ماديًا.
تؤمن جيلو بقوة بـ «ذاكرة الجسد»، حيث تعود إليها تصميمات الرقصات حتى بعد مرور عشرين عامًا بمجرد سماع الموسيقى. كما أنها تتبع منهجًا تعليميًا يجمع بين الانضباط الضروري للباليه والفكاهة واللطف، مؤكدة أن إضحاك الطفل يحقق نتائج أفضل بكثير من إخافته.
من مشاريعها المستقبلية، تواصل جيلو جولاتها مع عرض *For Gods Only* للمصمم أوليفييه دوبوا، وستشارك في عرض جديد مستوحى من رواية «الآنسة إلسا» لآرثر شنيتسلر، من تصميم ماثيو غيومون.