الفيلسوف رافائيل زاغوري-أورلي: «الأحداث العظيمة، في أسوأ وأفضل معانيها، تأتي على حين غرّة»

الفيلسوف رافائيل زاغوري-أورلي: «الأحداث العظيمة، في أسوأ وأفضل معانيها، تأتي على حين غرّة»

في كلمات قليلة

نظرة على أفكار الفيلسوف رافائيل زاغوري-أورلي حول دور المفاجأة واللاتوقع في الوجود البشري، والتي قدمها خلال اللقاءات الفلسفية في موناكو.


تستضيف إمارة موناكو الدورة العاشرة من «اللقاءات الفلسفية» (PhiloMonaco) في الفترة ما بين 10 و15 يونيو، حيث يجتمع نخبة من الفلاسفة والمحللين النفسيين والعلماء والفنانين لمناقشة موضوع محوري يلامس روح العصر: الحقيقة. وفي إطار هذه الفعالية الثقافية الكبرى، يطرح الفيلسوف رافائيل زاغوري-أورلي، أحد الأعضاء المؤسسين لهذه اللقاءات، تساؤلات عميقة حول دور المفاجأة في نسيج حياتنا.

يؤكد زاغوري-أورلي أن «الأحداث العظيمة» – سواء كانت كارثية أو إيجابية – تصل دائماً على نحو غير متوقع. إنها تباغتنا من كل اتجاه، وتتجاوز قدرتنا على الاستيعاب والتخطيط. وتشمل هذه الأحداث الموت الذي يأتي دائماً قبل الأوان، والفن حين يؤثر فينا بعمق، بالإضافة إلى العنف، والجنون، والمرض، والكوارث التاريخية. هذه القائمة من الأحداث التي تهز كيان الإنسان لا حصر لها، وهي جميعاً لا يمكن احتواؤها ضمن قدراتنا أو سلطاتنا على استقبال مثل هذه الوقائع.

ويشير الفيلسوف إلى أن المفاجأة هي القوة التي تخلخل توازن الذات وتشتت توجهاتها. إننا نقضي حياتنا في محاولة برمجة كل تفاصيلها لأننا محاطون بما لا يمكن توقعه. فكل ما توصلت إليه التكنولوجيا من وسائل الاستباق والتنبؤ، وكل ما تقدمه العلوم، لا يمكنه أن يقضي على عنصر المفاجأة.

على الرغم من التكاثر غير المسبوق للتقنية والحساب في عالمنا، يظل عنصر اللاتوقع قائماً، مثله مثل كل ما لا يمتلكه الإنسان. ويشدد زاغوري-أورلي على أن هذا التفكير البرمجي، الذي يجسده لغة الخبراء العلمية، لا يمنحنا سوى طمأنينة زائفة. ويستشهد بالفيلسوف غونتر أندرس، مذكراً بأننا نثق بالصيغ الكيميائية المطبوعة على علب الأدوية لأنها تنتمي إلى مجال العلم المشفّر، لكننا نظل معرّضين دائماً للحدث الذي لا يمكن توقعه.

لطالما تصورت الفلسفة (شأنها شأن الإيمان والعلم) نفسها كحصن منيع ضد العنف والفوضى وكل ما يأتي على سبيل الاقتحام. لم تكن الفلسفة التقليدية محبة لما هو خارج عن القانون والنظام، أو ما يأتي كتدفق لا يمكن إمساكه. لكن زاغوري-أورلي يدعو إلى التفكير الإيجابي في اللحظات التي يعجز فيها حكمنا عن إضفاء معنى على ما يؤثر فينا من الخارج.

لماذا لا ننظر إلى هذا «التعرض» المستمر لغير المتوقع كفرصة؟ إنها فرصة لإقامة علاقة مختلفة مع الحقيقة، علاقة لا تسعى إلى التناغم المسبق مع العالم، بل تقبل بأن تظل المفاجأة عصية على أي شكل من أشكال الحكم المسبق.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.