تقدم الساحة الثقافية الفرنسية كل أسبوعين مجموعة مختارة من أبرز المعارض والعروض المسرحية والموسيقية. وفيما يلي، نستعرض خمسة من أهم الفعاليات الثقافية التي لا يمكن تفويتها في باريس ولوهافر.

"هيكوبا ليست هيكوبا": تياغو رودريغيز في "كوميدي فرانسيز"

بعد جولة أوروبية بدأت في مهرجان أفينيون 2024 ومرت بمسرح إبيداوروس القديم، يعود عرض "هيكوبا ليست هيكوبا" للمخرج تياغو رودريغيز، مدير مهرجان أفينيون، إلى "بيت موليير" (مسرح الكوميدي فرانسيز). يمثل هذا العمل أول تعاون لرودريغيز مع المسرح العريق. وكعادته، يتناول رودريغيز نصاً كلاسيكياً، وهو مأساة "هيكوبا" ليوربيديس، التي تتناول شخصية الملكة القديمة التي فقدت كل شيء بعد هزيمة طروادة. لكنه يثري النص بطبقة أخرى، حيث يمزج المأساة اليونانية بحياة الممثلة التي تؤدي دور هيكوبا، والتي تكافح من أجل ابنها المصاب بالتوحد الذي تعرض لسوء معاملة. يشتهر رودريغيز بكتابة نصوصه بالتوازي مع عمل البروفات، ما يمنح العرض حيوية فريدة. يشارك في البطولة نجوم المسرح الفرنسي دينيس بوداليديس وإلسا ليبوافر.

يستمر العرض حتى 21 يوليو 2025.

منشأة "كلينامين" المائية لسيليست بورسييه-موجينو في "قصر التجارة"

يستضيف مبنى "قصر التجارة" (Bourse de Commerce)، الذي يضم مجموعة بيناولت الفنية، منشأة "كلينامين (الإصدار 9)" للفنان سيليست بورسييه-موجينو، الذي مثل فرنسا في بينالي البندقية عام 2015. "كلينامين" هي منشأة غامرة ومتعددة الحواس تتناغم مع الهندسة المعمارية للمكان. تتكون المنشأة من حوض دائري ضخم يبلغ قطره 18 متراً مملوء بالماء، يعكس السماء من خلال قبة المتحف. على سطح الماء، تتحرك أوعية من الخزف الأبيض بفعل أمواج غير مرئية، منتجة أصواتاً موسيقية. يشير اسم "كلينامين"، المستعار من الفيزياء الأبيقورية، إلى الحركة العشوائية للذرات. تتحول هذه المنشأة المائية إلى مساحة للتأمل، حيث تصبح الاهتزازات الصوتية مادة حية، أشبه بسيمفونية اللحظة، وتستحضر أعمالاً فنية شهيرة مثل ثلاثية "الأزرق الكبير" لميرو، ولوحات روثكو، وزنابق الماء لمونيه.

تُفتتح المنشأة اعتباراً من 6 يونيو.

معرض "سفن الركاب العابرة للقارات: جمالية الأطلسي" في لوهافر

بعد 90 عاماً من رحلة السفينة "نورماندي" الشهيرة، يخصص متحف موما-لوهافر (Muma-Le Havre)، بالتعاون مع متحف نانت للفنون وشركات الخطوط الفرنسية، معرضاً لسفن الركاب تحت عنوان "جمالية الأطلسي". لطالما كانت هذه السفن، التي تبحر بين القارات، مصدراً لإلهام الخيال. وتُعد "نورماندي"، التي دخلت الخدمة عام 1935 على خط لوهافر-نيويورك، رمزاً لهذه الحقبة. يكشف المعرض لأول مرة عن أرشيفات غير منشورة للمهندس فلاديمير يوركفيتش، الذي شكلت ابتكاراته التقنية هذه السفينة. لقد كانت الهندسة المعمارية الانسيابية لسفن الركاب مصدراً لا ينضب للإلهام للرسامين والمصورين والمهندسين المعماريين، كما يتضح في أعمال مثل "صندوق في حقيبة" لمارسيل دوشامب.

يستمر المعرض حتى 21 سبتمبر 2025.

"السعادة الزوجية" لتولستوي على مسرح "بوكي"

هل "السعادة الزوجية" عنوان يعد بالوفاء أم هو تناقض لفظي؟ كتب ليو تولستوي هذه الرواية القصيرة عام 1859. المخرجة فرانسواز بيتي قررت تحويل هذا "الكنز الصغير من الأدب الروسي، الذي غالباً ما يطغى عليه وهج أعمال تولستوي الكبرى"، إلى عمل مسرحي في مسرح "بوكي" (Théâtre de Poche). ولأن الكاتب ربط مشاعر البطلة ماشا وزوجها سيرجي بحركات سوناتا "شبه فانتازيا" لبيتهوفن، فإن البيانو (الذي يعزفه نيكولا شيفريه) هو شريك أساسي للممثلين. يقدم العرض صورة رائعة للمرأة، مصحوبة بلمسة فنية رقيقة.

يُعرض أيام الجمعة والسبت الساعة 7 مساءً، والأحد الساعة 3 مساءً.

"المنسوجات الملكية": معرض غير مسبوق في "القصر الكبير"

شهد فن المنسوجات (التابستري) اهتماماً متزايداً مؤخراً. وفي هذا السياق، يستضيف "القصر الكبير" (Grand Palais) معرض "المنسوجات الملكية" في صالته رقم 7، بالتعاون مع المجموعة الملكية الدنماركية والمصانع الوطنية الفرنسية. يكشف المعرض عن ستة عشر منسوجاً معاصراً، صممها فنانون دنماركيون ونسجتها المصانع الوطنية المرموقة في فرنسا (غوبلان، بوفيه، وأوبيسون). تم إنشاء هذه الأعمال بناءً على رسومات أربعة فنانين دنماركيين. ومن الجدير بالذكر أن النساج يستغرق عاماً كاملاً لنسج متر مربع واحد فقط. تُعرض هذه الأعمال في باريس لأول مرة، قبل أن تجد مكانها الدائم في قلعة كولدينغوس بالدنمارك عام 2028.

يستمر المعرض حتى 10 أغسطس 2025.