فيوليت دورسو: الصيف هو "اللحظة التي نسمح فيها لأنفسنا بالتأثر" وذكرى فاطمة حسونة من غزة

فيوليت دورسو: الصيف هو "اللحظة التي نسمح فيها لأنفسنا بالتأثر" وذكرى فاطمة حسونة من غزة

في كلمات قليلة

في مقال شخصي مؤثر، ربطت الكاتبة الفرنسية فيوليت دورسو بين بهجة الصيف في نيويورك والعمق العاطفي الذي يجلبه هذا الموسم، لتصل إلى قصة المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة التي قُتلت في غزة. وتناولت دورسو الفيلم الوثائقي الذي يخلد ذكرى حسونة وعُرض مؤخراً في مهرجان كان، مؤكدة أن الصيف هو الوقت الذي "نسمح فيه لأنفسنا بالتأثر".


الكاتبة فيوليت دورسو، مؤلفة كتاب "حتى ضجيج الليل قد تغير"، تعلن عن شغفها وحبها العميق لفصل الصيف، الذي تعتبره موسماً للتأمل العميق والبطء العاطفي.

بالنسبة لدورسو، فإن وصول الصيف في مدينتها يحدده صوت موسيقى الباتشاتا في زاوية الشارع، وبائع عصير البطيخ أمام حديقة الحي الصيني، والخروج بشعر مبلل. لكن قبل كل شيء، يتميز الصيف ببدء موسم البيسبول وتصفيات دوري كرة السلة للمحترفين (NBA). هذا العام، ومع تألق فريقي ميتس ونيكس بشكل استثنائي، تشعر الكاتبة بارتباط شخصي عميق، خاصة وأن فريق نيكس لم يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من البطولة منذ عام ولادتها.

في الوقت الذي يفتح فيه أصدقاؤها أجهزة التلفزيون والمراوح لتشجيع فرقهم، ويسارعون تحت أمطار الصيف الغزيرة نحو الحانات المليئة بالشاشات، ترى دورسو أن جوهر الصيف يكمن في اللحظات التي تسمح فيها لنفسك بالبطء. تقول: "الصيف هو تلك اللحظة بالذات التي نمنح فيها أنفسنا الوقت للتأثر".

الصيف: موسم المشاعر العميقة

في الشتاء، يدفعنا البرد للعودة السريعة إلى المنزل، وفي الربيع، نكون متحمسين جداً ونقوم بألف شيء. لكن المشاعر الحقيقية تصل في الصيف. إنه وقت تمديد كل شيء قليلاً، وقراءة كل صفحة من الجريدة المتروكة على الأريكة. إنه الوقت الذي نترك فيه مساحة للعاطفة.

هذه المساحة العاطفية قادت الكاتبة إلى التوقف عند صورة ابتسامة فاطمة حسونة، التي كانت تُعرف باسم "فاطم" بين أحبائها. فاطمة، المصورة والكاتبة الشاعرة، هي موضوع الفيلم الوثائقي الذي عرضته صديقة دورسو، سبيده فارسي، مؤخراً في مهرجان كان السينمائي.

فاطمة حسونة قُتلت في غارة على حيّها في غزة وهي في نفس عمر الكاتبة فيوليت دورسو. هذا الاكتشاف المؤلم جعل دورسو تتأمل بعمق في عنوان الفيلم: "ضع روحك على يدك وامش" (Put Your Soul on Your Hand and Walk).

يتناول الفيلم قصة امرأتين وجدتا وقتاً للتحدث رغم كل شيء: سبيده، التي أوقفت حياتها لتسأل: "كيف نصمد تحت الحصار؟ كيف نصمد دقيقة إضافية؟"، وفاطم، التي وجدت الوقت للتصوير والكتابة والتحدث مع سبيده بينما كان كل شيء ينهار حولها وحول أحبائها.

تلك المحادثات تمثل "وقتاً إضافياً" انتُزع من الحياة، وهي تمدد ذكرى فاطم وأهلها. الضحكة التي ظهرت على لقطة شاشة لمكالمة "فيس تايم" مطبوعة في الجريدة تظل معلقة في الهواء. كان من المفترض أن تأتي فاطم لتقديم الفيلم، لكن لم يتسنَّ لها الوقت.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.