
في كلمات قليلة
بعد نجاحه في الموضة، ينتقل جلد الريشي المصنوع من الميسيليوم إلى تصميم الأثاث. يتميز هذا الجلد الحيوي بكونه صديقاً للبيئة وقابلاً للتحلل، وقد تم عرضه في كبرى معارض التصميم العالمية كبديل فاخر ومستدام.
هل يكمن مستقبل التصميم المستدام والمسؤول في الفطريات؟ بالإجماع، تشير أحدث الابتكارات في عالم الأثاث والديكور إلى نعم. الميسيليوم، وهو الهيكل الجذري الخيطي للفطر، يتحول إلى مادة حيوية فائقة المتانة وصديقة للبيئة، ليقدم بديلاً ثورياً للجلد التقليدي في قطاعي الأثاث والديكور الفاخر.
أحد أبرز الأمثلة على هذا التحول يظهر في التشطيبات الهيكلية لأريكة "كوبولد سوفت" (Kobold Soft) للمصمم إروان بوروليك لصالح شركة "سينا" (Cinna). قد يظن المرء أنها مصنوعة من الجلد الفاخر، لكنها في الواقع مصنوعة من جلد نباتي متطور طورته شركة "مايكو ووركس" (MycoWorks) الناشئة في كاليفورنيا، والتي تعد رائدة في هذا المجال منذ عام 2013.
بعد سنوات من الأبحاث التجريبية، أصبح هذا الجلد الحيوي يُصنع الآن على نطاق صناعي، بفضل ثلاثين عاماً من الأبحاث قادها الفنان البصري فيليب روس وشريكته الفنانة صوفيا وان. لقد ابتكروا تقنية "فاين ميسيليوم" (Fine Mycelium)، التي تحول الميسيليوم إلى "جلد" نباتي 100% أطلقوا عليه اسم "ريشي" (Reishi). يتميز هذا الجلد بمرونته وقوته وملمسه الناعم، والأهم من ذلك أنه صديق للبيئة، قابل للتحلل الحيوي، موفر للطاقة، ومضمون خلوه من البلاستيك.
بعد أن أسر قلوب صناعة الأزياء والسلع الفاخرة، بما في ذلك دار "هيرميس" (Hermès)، يتجذر "ريشي" الآن بقوة في عالم التصميم الداخلي. تم الاحتفاء به لأول مرة في معرض "ديزاين ميامي" (Design Miami) في باريس في أكتوبر 2024، من خلال منشأة "وحي الميسيليوم" (Mycelium Muse). جمعت المنشأة سبع مصممات ومهندسات ديكور داخلي، وطُلب منهن إعادة ابتكار قطعة يومية باستخدام مادة "ريشي".
شملت المعروضات مرآة مغلفة، ومصباح أرضي بسيط، ومكتباً عضوياً ضخماً، وحتى حاجزاً مستوحاً من طراز الثلاثينيات. لقد استخدمن جميعاً هذه المادة ببراعة لتقديم قطع فريدة وشاعرية. ومنذ ذلك الحين، انتشر "ريشي" في جميع الفعاليات والمعارض المخصصة للتصميم، مثل "كوليكتبل" في بروكسل و"لابو" في صالون ميلانو للأثاث، حيث كشفت "مايكو ووركس" عن طاولة "دوك" (Duk) الجانبية المغطاة بالريشي، من تصميم الثنائي السويدي TOOJ. لقد أصبحت الأغطية المصممة بيئياً والمستندة إلى الفطريات حقيقة راسخة في عالم الديكور الحديث.