"الطفرة العظيمة": محاكمة قادة طائفة فرنسية ضالة استغلت مئات النساء باسم "الطاقة الاهتزازية"

"الطفرة العظيمة": محاكمة قادة طائفة فرنسية ضالة استغلت مئات النساء باسم "الطاقة الاهتزازية"

في كلمات قليلة

تختتم محاكمة الاستئناف لقادة طائفة "الطفرة العظيمة" الفرنسية، التي أسسها عالم سابق، وحثت أتباعها على التخلي عن الطب التقليدي والاعتماد على البندول. أدت ممارسات الجماعة إلى مآسٍ شخصية وحالات انتحار. وقد أدين القادة بتهمة استغلال الضعف، وتأتي هذه القضية بالتزامن مع تحذيرات رسمية فرنسية من تزايد الانحرافات الطائفية في قطاع الصحة.


تختتم في فرنسا محاكمة الاستئناف لقادة حركة "الطفرة العظيمة" (La Grande Mutation)، وهي جماعة طائفية ضالة نجحت في استقطاب وتضليل مئات الأتباع، غالبيتهم من النساء المتعلمات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و 60 عاماً. تسلط هذه القضية الضوء على الأخطار الكامنة في الانحرافات الطائفية التي تستغل الضعف البشري تحت ستار العلاج البديل والطاقة الروحية.

تأسست الحركة على يد إتيان غييه، وهو طبيب علوم سابق وأستاذ رياضيات لامع تحول إلى زعيم روحي. في الثمانينيات، بدأ غييه بالترويج لأفكار حول "الطاقات الاهتزازية"، زاعماً قدرته على علاج أمراض مستعصية مثل الإيدز والسرطان والتصلب المتعدد باستخدام بندول خاص. كما وعد أتباعه بالوصول إلى "الحياة الأبدية" و"السباق الأبدي المكون".

كانت "الطفرة العظيمة" ترفض بشكل قاطع الطب التقليدي. خلال جلسات استشارية مدفوعة الأجر، كان غييه يحث الأتباع على التخلي عن علاجهم الطبي بالكامل و"الاعتماد كلياً على حكم البندول"، بالإضافة إلى قطع جميع الروابط مع "المفترسين" وهم أفراد العائلة والأصدقاء الذين لا يؤمنون بأفكار الجماعة.

مآسٍ شخصية ونتائج وخيمة

على مدى عقدين من الزمن، تسببت تعاليم غييه في مآسٍ شخصية عديدة. في عام 2008، توفيت ابنته، باتريسيا غييه-كيرفييل، متأثرة بسرطان الثدي الذي لم تتلق له علاجاً، وهو ما يمثل تناقضاً مأساوياً مع ادعاءات والدها. كما شهدت الجماعة حالات انتحار، أبرزها انتحار إحدى الأتباع على سكة حديدية في عام 2013، وحالات تدهور نفسي حادة.

ومن القصص المؤلمة، قصة فيرونيك بي.، وهي امرأة ذكية ومثقفة انضمت إلى الجماعة بحثاً عن علاج بديل لابنها. تحت تأثير التعاليم، تخلت عن زوجها وأبنائها الخمسة، وبدأت تعيش في عزلة، حتى عُثر على جثتها مشنوقة في عام 2015. وقد أكدت عائلتها أمام المحكمة أن الجماعة دمرت حياتها.

إدانة القادة في المحكمة

بعد وفاة غييه في عام 2018، تولى قيادة الجماعة ستة من مساعديه، من بينهم صهره جان نويل كيرفييل. في أبريل 2024، أدانت المحكمة المتهمين بتهمتي "استغلال الضعف" و"الممارسة غير القانونية للطب". وحُكم على كيرفييل، الذي أصبح القائد الأعلى، بالسجن خمس سنوات، منها سنتان مع وقف التنفيذ. وقد استأنف جميع المدانين الحكم.

وفي سياق متصل، حذرت بعثة المراقبة الفرنسية لمكافحة الانحرافات الطائفية (Miviludes) في تقرير حديث لها من تزايد مقلق في الممارسات الطائفية، خاصة في مجالات الصحة والرفاهية. وقد تضاعف عدد البلاغات المقدمة إلى البعثة منذ عام 2015، ليصل إلى 4571 بلاغاً في عام 2024، وهو تصاعد ارتبط بتداعيات أزمة كوفيد-19، حيث يتجه الأفراد الباحثون عن حلول سريعة إلى العلاجات غير التقليدية.

ويؤكد الخبراء أن الضعف أمام الطوائف لا يرتبط بالمستوى التعليمي أو الاجتماعي. وتكمن الخطورة الحقيقية عندما يتخلى الفرد عن التفكير النقدي ويضع ثقته الكاملة في أدوات أو معتقدات لا أساس لها من الصحة، مثل البندول أو "العلاج بالبول"، مما يؤدي إلى تأخير العلاج التقليدي وفقدان فرص الشفاء.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.