إدانة لوبان: هل يؤيد الفرنسيون عدم أهليتها؟

إدانة لوبان: هل يؤيد الفرنسيون عدم أهليتها؟

في كلمات قليلة

تظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الفرنسيين يؤيدون إدانة مارين لوبان وعقوبة عدم الأهلية، معتبرين ذلك دليلاً على سير الديمقراطية، مما يتناقض مع تصوير حزبها للصراع كـ«قضاة ضد الشعب».


«القضاة ضد الشعب!» هكذا يصور حزب التجمع الوطني المشهد: قضاة من جهة، وكتلة ناخبين غاضبين من جهة أخرى، مواطنون يشعرون بأن أصواتهم للانتخابات الرئاسية القادمة قد سُرقت. «ديمقراطية تُعدم» بسبب «طغيان القضاة الحمر» الموالين «للنظام»! هذا الصراع تصوره مارين لوبان.

بعض المنتخبين من اليمين قلقون أيضاً من هذه الفجوة المتسعة. حتى فرانسوا بايرو يعترف «باضطرابه» أمام إجراء «التنفيذ المؤقت». أطروحة «القضاة ضد الشعب» تثير ضجة، قد تكون مؤثرة، لكنها خاطئة.

تُظهر استطلاعات الرأي المتتالية أن الفرنسيين يؤيدون إدانة مارين لوبان. 61% يجدونها «مبررة»، وحتى 43% «مبررة تماماً»، وفقاً لمعهد كلاستر لصحيفة لو بوان. بالنسبة لثلثي الفرنسيين، فإن قاعدة التنفيذ المؤقت في حالة الإدانة باختلاس أموال عامة هي «عادلة». نفس النتيجة توصل إليها استطلاع أودوكسا-باكبون الذي نشرته صحيفة لو فيغارو: 65% من الفرنسيين «غير مصدومين» بالعقوبة المفروضة على زعيمة اليمين المتطرف. بل تعتبر أغلبية واضحة أن هذا «دليل على أن ديمقراطيتنا تعمل بشكل جيد».

أنصار التجمع الوطني لديهم مرشح بديل جاهز

ومع ذلك، يُلاحظ قدر معين من عدم الثقة في الرأي العام تجاه القضاة، ولكن ليس لأنهم يفرضون معاملة قاسية جداً على السياسيين. على العكس تماماً. الانتقاد الرئيسي الموجه للعدالة يتعلق بتساهلها المفترض. 80% من المستجوبين ذكروا ذلك في استطلاع CSA في سبتمبر الماضي. الشكوى المتكررة الأخرى تتعلق ببطء العدالة. في هذه الحالة، تتمتع مارين لوبان بمعاملة تفضيلية حيث ستتم إعادة محاكمتها في الاستئناف بسرعة لاتخاذ قرار في صيف 2026، وهي فترة قصيرة بشكل خاص لا يحق للمتقاضي العادي الحصول عليها. علاوة على ذلك، فإن أفضل طريقة لزيادة عدم ثقة الناخبين في العدالة هي منح امتيازات للمنتخبين. على سبيل المثال، إلغاء التنفيذ المؤقت لعقوبات عدم الأهلية، كما يقترح إريك سيوتي، وهو مبدأ ينطبق على العديد من الجرائم الأخرى.

ومع ذلك، منذ إدانتها، تتباهى مارين لوبان بتلقي الكثير من الدعم. هذا صحيح من جانب ناخبيها. ومع ذلك، تُظهر الاستطلاعات أن أنصار التجمع الوطني يعتبرون أن لديهم بالفعل مرشحاً بديلاً مناسباً، وهو جوردان بارديلا. من المحتمل أن يكون هناك حشد كبير يوم الأحد في تجمع التجمع الوطني في باريس. كما حدث في عام 2017 في التجمع الذي دعا إليه فرانسوا فيون في ساحة تروكاديرو أثناء توجيه الاتهام إليه. لكن حذارِ من الأوهام البصرية: في كل مرة، ليس «الشعب» هو الذي يثور ضد القضاة، بل هم فقط المؤيدون، الأوفياء الذين يهبون لنجدة مرشحهم.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.