
في كلمات قليلة
الانفصال تجربة صعبة على الأطفال، لكن التوترات المستمرة بين الوالدين هي الأكثر ضرراً. الاستقرار والأمان والتعاون الأبوي هي مفاتيح لحماية الطفل بعد الانفصال.
اليوم، يتربى طفل واحد من بين كل أربعة أطفال في أسرة وحيدة الوالد. إذا كان انفصال الوالدين يمثل صعوبة، فإنه لا يشكل بالضرورة صدمة في حد ذاته. وفقًا للدراسات العلمية، فإن أكثر ما يسبب عواقب ضارة هو التوترات التي لم يتم حلها، أو النزاعات المفتوحة، أو حالات عدم البوح. يمكن لهذه البيئات الصراعية أن تترك آثارًا عميقة على الصحة العقلية والجسدية للأطفال في مرحلة البلوغ. الأطفال المعرضون لخلافات والدية مستمرة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة البلوغ بمرتين.
«دليل لمرافقة العائلات»
في كتاب «آباء منفصلون، عائلة مُعاد ابتكارها»، تقترح المؤلفة نعومي خينكين-سونيغو، المحامية السابقة المتخصصة في قانون الأسرة، طريقة من 4 خطوات للعيش بشكل أفضل مع الانفصال: القرار، والانتقال إلى التنفيذ، والانفصال نفسه، وأخيرًا «الحياة اللاحقة».
يؤكد الكتاب على أهمية عدم البقاء بمفردك. الأقارب، المهنيون الصحيون، الأصدقاء، المحامون، علماء النفس: إن إحاطة نفسك بالآخرين أمر ضروري، ولا يشكل ضعفًا، بل هو استراتيجية لاجتياز هذه الفترة الهشة.
«في مواجهة العنف، تحرك على الفور»
تتميز بعض حالات الانفصال بعلاقات قوى، أو حتى عنف جسدي ونفسي واقتصادي. يخصص الكتاب جزءًا كبيرًا لهذا الموضوع ويذكر على وجه الخصوص العنف المسمى بالنيابة، عندما يمر الألم الذي يلحق بالوالد الآخر عبر الطفل.
في هذه الحالات، يدعو الكتاب إلى الاعتراف بالعنف بشكل واضح ويقترح أدوات ملموسة وأرقام هواتف للطوارئ وترتيبات دعم. لأن العيش في مناخ من العنف، حتى بدون أن تتأثر بشكل مباشر، يشكل شكلاً من أشكال سوء المعاملة للطفل.
«بعد الانفصال: 3 أركان لحماية الطفل»
ثلاثة عناصر أساسية لرفاهية الطفل بعد الانفصال.
«الاستقرار»: إجراءات يومية مطمئنة، وإطار عمل متوقع حيث يعرف الطفل أين ينام، ومن سيأتي لاصطحابه، وفي أي وقت يأكل. في سياق متغير مثل الانفصال، يحتاج الطفل إلى معالم أكثر من أي وقت مضى.
«الأمان»: بيئة خالية من الصراع ضرورية، ويتحقق ذلك بشكل خاص من خلال عدم انتقاد الوالد الآخر أمام الطفل، أو استخدامه كرسول.
«التعاون الأبوي»: حتى الحد الأدنى. يمكن أن يتم ذلك عن طريق الرسائل، بمساعدة وسيط، أو عن طريق ترتيبات مثل التعشيش (يبقى الأطفال في مسكن الأسرة ويتناوب الآباء على الحضور). هذا الأخير ليس دائمًا قابلاً للتطبيق على المدى الطويل، ولكنه يمكن أن يكون بمثابة حل مؤقت.
«على الرغم من كل شيء، هشاشة أكبر للعائلات الوحيدة الوالد»
أخيرًا، يحذر الكتاب من تأثير جانبي آخر للانفصال: التدهور. يبلغ معدل الفقر في الأسر الوحيدة الوالدية 29% في عام الانفصال، أي ما يقرب من أسرة واحدة من كل ثلاث أسر. وراء هذه الأرقام، حقائق قاسية: أمهات عازبات، غالبًا ما يكن مرهقات وغير مرئيات، ويواجهن تحديات اقتصادية واجتماعية متعددة. يهدف الكتاب أيضًا إلى تزويدهن بالمفاتيح اللازمة لمواجهة هذه التحديات بشكل أفضل. كتاب آباء منفصلون، عائلة مُعاد ابتكارها، تأليف نعومي خينكين-سونيغو، منشورات Vuibert.