
في كلمات قليلة
مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، يلجأ الكثيرون إلى طرق غير صحيحة لتبريد أجسامهم. يحذر الخبراء من أن بعض هذه الممارسات الشائعة يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية وتزيد من خطر الإصابة بالإنهاك الحراري والجفاف.
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، يبحث الجميع عن حلول سريعة وفعالة لخفض حرارة الجسم. لكن الحقيقة هي أن العديد من الإجراءات التي نتخذها بشكل غريزي للتبريد قد تكون في الواقع ضارة وتؤدي إلى نتائج عكسية، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف والإنهاك الحراري.
فيما يلي خمسة من الأخطاء الأكثر شيوعاً التي يجب تجنبها خلال موجات الحر الشديدة:
- الخطأ الأول: الإفراط في تناول المشروبات المثلجة أو شديدة البرودة.
على الرغم من الإغراء الكبير لتناول كوب من الماء المثلج أو الشاي البارد، فإن هذا الفعل يجبر الجسم على بذل طاقة إضافية لتدفئة السائل البارد إلى درجة حرارته الداخلية. هذا الجهد يؤدي إلى عملية تعرف باسم "توليد الحرارة"، مما يرفع درجة حرارة الجسم الأساسية بدلاً من خفضها، وقد يسبب أيضاً تقلصات في المعدة ومشاكل هضمية. ينصح الخبراء بشرب الماء الفاتر أو بدرجة حرارة الغرفة.
- الخطأ الثاني: الاستحمام بالماء البارد جداً.
الاستحمام بالماء المثلج يمنح شعوراً فورياً بالانتعاش، لكنه يسبب انقباضاً سريعاً للأوعية الدموية في الجلد. هذا الانقباض يقلل من تدفق الدم إلى سطح الجلد، مما يمنع الجسم من التخلص من الحرارة الداخلية بفعالية. بمجرد الخروج من الحمام، يبدأ الجسم في التعرق بشكل مفرط ومحاولة استعادة التوازن الحراري، مما يؤدي إلى الشعور بالحرارة أكثر من ذي قبل. الأفضل هو استخدام ماء فاتر أو مائل للبرودة قليلاً.
- الخطأ الثالث: الاعتماد الكلي على المروحة في درجات الحرارة القصوى.
عندما تتجاوز درجة حرارة الهواء 35 درجة مئوية، تصبح المروحة غير فعالة وقد تزيد من خطر الجفاف. فبدلاً من تبريد الجسم، تقوم المروحة بتحريك الهواء الساخن حولك، مما يزيد من تبخر العرق دون تبريد فعلي، ويسرع من فقدان السوائل. في هذه الظروف، يجب البحث عن مكيف هواء أو البقاء في أماكن مظللة وباردة.
- الخطأ الرابع: تناول الوجبات الثقيلة والغنية بالبروتين.
عملية هضم البروتينات تتطلب من الجسم إنتاج كمية كبيرة من الحرارة الداخلية مقارنة بالدهون والكربوهيدرات. هذا يزيد من العبء الحراري على الجسم. يفضل تناول وجبات خفيفة، مثل السلطات والفواكه والخضروات الغنية بالماء، لتسهيل عملية الهضم وتقليل إنتاج الحرارة الداخلية.
- الخطأ الخامس: شرب الكحول والمشروبات السكرية.
المشروبات الكحولية مدرة للبول وتسرّع بشكل كبير من عملية الجفاف، مما يشكل خطراً حقيقياً في الطقس الحار. أما المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، فرغم أنها تبدو منعشة، إلا أن محتواها العالي من السكر يمكن أن يزيد من فقدان السوائل ولا يروي العطش بفعالية. البديل الأمثل هو الماء النقي، أو الماء مع شرائح الليمون والنعناع.