
في كلمات قليلة
يثير عالم الفيزياء الحيوية الشهير بيل فرانسوا في كتابه الجديد تساؤلات حول المفهوم العلمي التقليدي «الأسماك». ويشير إلى اختلافات تشريحية وجينية هائلة داخل هذه المجموعة، مدعياً أن بعض «الأسماك»، مثل سمك السلمون المرقط، أقرب جينياً للبشر من غيرها من «الأسماك» مثل أسماك القرش.
في خضم إطلاق كتابه الجديد، أطلق عالم الفيزياء الحيوية والكاتب بيل فرانسوا تصريحاً جريئاً من شأنه أن يثير الجدل حول التصنيف العلمي للكائنات الحية. يرى فرانسوا أن مفهوم «الأسماك» بالمعنى العلمي الحالي هو مفهوم عفا عليه الزمن وغير دقيق، ويمثل «أحد أطول الأخطاء العلمية في التاريخ».
بيل فرانسوا، مؤلف عدة كتب في تبسيط العلوم، يأخذ القراء في كتابه الأخير «سمك السلمون المرقط والببغاء» (La Truite et le Perroquet) في رحلة عبر الأنظمة البيئية المائية، مستتبعاً مسار سمك السلمون المرقط. هذا الاستكشاف قاده إلى إعادة تفكير عميقة في الكائنات التي نصنفها عادةً على أنها أسماك.
يوضح فرانسوا: «الأسماك هي مجموعة واسعة جداً. تشمل حيوانات غضروفية، مثل أسماك الراي أو القروش، وحيوانات ذات هيكل عظمي، مثل سمك السلمون المرقط». ويشدد على الفروقات التشريحية والجينية الأساسية بين هذه المجموعات الفرعية.
الأمر المثير للدهشة هو، كما يشير عالم الفيزياء الحيوية، أن سمك السلمون المرقط أقرب تشريحياً إلى الإنسان منه إلى سمك القرش. علاوة على ذلك، فإن سمك السلمون المرقط والإنسان يشتركان في سلف مشترك حديث أقرب مما هو الحال بين سمك السلمون المرقط وسمك القرش. يضيف فرانسوا مازحاً أنه إذا أردنا أن نعطي لمصطلح «الأسماك» أي اتساق بيولوجي، فقد نضطر إلى إدراج البشر ضمن هذه المجموعة.
كتاب بيل فرانسوا يأخذ القارئ في رحلة ممتعة عبر بيئات مائية متنوعة، من أعماق المحيطات إلى أنهار الأمازون، كاشفاً عن ثراء وتعقيد هذه الأنظمة البيئية، وكذلك هشاشتها البالغة. ومع ذلك، فإن الموضوع المحوري هو نقد التصنيفات العلمية التقليدية التي عفا عليها الزمن، والدعوة إلى النظر إلى عالم الطبيعة الحية من منظور البيانات الجينية والتشريحية الحديثة، التي تظهر مدى التنوع وعدم الارتباط المباشر بين الكائنات التي نجمعها تحت المصطلح التقليدي الواحد «الأسماك».