دراسة تحذيرية في فرنسا: أقل من ربع السكان يتناولون كمية كافية من الفواكه والخضروات

دراسة تحذيرية في فرنسا: أقل من ربع السكان يتناولون كمية كافية من الفواكه والخضروات

في كلمات قليلة

تظهر بيانات حديثة أن أقل من ربع البالغين في فرنسا يلتزمون بالتوصية اليومية بتناول خمس حصص من الفواكه والخضروات. يرتبط عدم كفاية استهلاك هذه الأطعمة بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة.


يعتبر النظام الغذائي غير المتوازن مسؤولاً عن حالة وفاة من بين كل 5 حالات وفاة على مستوى العالم. ومع ذلك، على الرغم من المعرفة الواسعة بأهمية الغذاء الصحي، يجد الكثيرون صعوبة في اتباع التوصيات.

يُعد تناول الكمية الموصى بها من الفواكه والخضروات يومياً أحد أفضل سبل الحماية ضد الأمراض المزمنة في العالم الصناعي. تشير الأبحاث إلى أن سوء التغذية يساهم في حوالي 10 ملايين حالة وفاة سنوياً على مستوى العالم. ومع ذلك، ووفقاً لدراسة حديثة، يجد البالغون في فرنسا صعوبة في الالتزام بهذه التوصيات، رغم إدراكهم لفوائد الغذاء الصحي.

التوصية بتناول "خمس حصص من الفواكه والخضروات يومياً" معروفة لأكثر من 70% من البالغين، لكن 24% فقط من النساء و18% من الرجال يلتزمون بها. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن 65% من الرجال و57% من النساء يعتبرون من "صغار المستهلكين"، حيث يتناولون أقل من 3.5 حصة يومياً. يذكر الخبراء أن عدم كفاية استهلاك الفواكه والخضروات يسبب 14% من الوفيات الناجمة عن سرطانات الجهاز الهضمي، و11% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب الإقفارية، و9% من الوفيات الناجمة عن حوادث الأوعية الدموية القلبية.

في المقابل، يعتبر استهلاك المشروبات السكرية أقل من الموصى به إلى حد ما: حيث أفاد 18% فقط من الرجال و12% من النساء بشرب أكثر من كوب واحد يومياً.

بالنسبة للبقوليات (مثل العدس والحمص والفاصوليا الجافة، الموصى بها مرتين على الأقل في الأسبوع) والحبوب الكاملة (مثل الخبز الأسمر والمعكرونة والأرز الأسمر، الموصى بها مرة واحدة على الأقل يومياً)، فإن التوصيات المتعلقة بالبقوليات معروفة بشكل أفضل (حوالي 80%)، لكن 23% فقط من البالغين يتناولون الكمية الموصى بها. أما بالنسبة للحبوب الكاملة، فقد كان أقل من 35% يعرفون التوصية، لكن 29% من الرجال و26% من النساء يلتزمون بها.

زيادة استهلاك الحبوب الكاملة والبقوليات، كما يشير الخبراء، تساهم بشكل خاص في "زيادة تناول الألياف التي تبين أنها غير كافية لدى ما يقرب من تسعة بالغين من كل عشرة في فرنسا". ويرتبط استهلاك الألياف بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري من النوع 2.

تؤثر عوامل الجنس والعوامل الاجتماعية والديموغرافية بشكل كبير على الالتزام بالتوصيات الغذائية. النساء يتناولن الفواكه والخضروات أكثر من الرجال، وكبار السن أكثر من الشباب، وسكان المدن أكثر من سكان الريف، وحاملو الشهادات العليا أكثر من غيرهم. العائلات، وخاصة العائلات أحادية الوالد، تتناول كميات أقل غالباً.

من ناحية أخرى، الشباب يلتزمون بتوصيات الحبوب الكاملة والبقوليات بشكل أفضل من كبار السن. وسكان المدن، وخاصة في منطقة باريس، أفضل قليلاً من سكان الريف. المثير للانتباه هو أنه كلما زاد الدخل، قل استهلاك البقوليات والحبوب الكاملة. يعتقد الخبراء أن هذا قد يكون مرتبطاً بالتكلفة المنخفضة لهذه الأطعمة والصورة النمطية المرتبطة بها.

مكان الإقامة يلعب دوراً أيضاً. الالتزام بالتوصيات أقل في مناطق معينة مثل هوتس دو فرانس ونورماندي والشرق الكبير. في الأقاليم ما وراء البحار، النتائج "متباينة، مع أوضاع غالباً ما تكون غير مواتية في غوادلوب وغويانا ومارتينيك (خاصة بين النساء)". هذه البيانات مهمة لأنها "تغذي المشاريع الصحية الإقليمية" لتوجيه التدابير ذات الأولوية لتقليل الفوارق الصحية الإقليمية والاجتماعية في مجال التغذية.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.