
في كلمات قليلة
اعتباراً من سبتمبر 2025، سيتم تطبيق حظر شامل على استخدام الهواتف المحمولة في جميع المدارس المتوسطة الفرنسية. بينما تشير السلطات إلى نتائج تجريبية إيجابية، يثير النقاد تساؤلات حول مدى استعداد النظام لهذا الإجراء وضرورة التركيز على التثقيف الرقمي وليس فقط الحظر، معتبرين التكلفة باهظة.
اعتباراً من سبتمبر 2025، ستصبح "الاستراحة الرقمية" قاعدة عامة في جميع المدارس المتوسطة الفرنسية. سيُطلب من الطلاب ترك هواتفهم في المنزل أو تسليمها لوضعها في خزانات أو حقائب مخصصة لهذا الغرض.
هذا الإجراء ليس جديداً تماماً. ففي الواقع، ينص قانون التعليم بالفعل على أنه لا يجوز للطلاب استخدام هواتفهم داخل المؤسسة أو أثناء الأنشطة المدرسية خارجها، باستثناء الاستثناءات التربوية المذكورة في اللائحة الداخلية. بعبارة أخرى: نظرياً، الهواتف المحمولة ممنوعة منذ 6 سنوات! ولكن في الواقع، تطبيق القاعدة متفاوت جداً. في العديد من المدارس، تظل الهواتف قيد التشغيل، وتُستخدم بشكل سري في الحمامات أو الممرات، وأحياناً حتى أثناء الدروس.
تم إجراء تجربة في عام 2024 شملت حوالي 50,000 طالب في ما يقرب من 200 مدرسة متوسطة. ووفقاً للوزارة، كانت النتائج "إيجابية جداً"، مع تحسن في المناخ المدرسي: توتر أقل، ضوضاء أقل، شجارات أقل. لكن هذه النتائج لم تُنشر. ولم يتم إرسال أي تقرير رسمي إلى نقابات المعلمين أو اتحادات أولياء الأمور، الذين عبروا عن استغرابهم.
معظم المدارس التي شاركت في الاختبار كانت صغيرة الحجم، في مناطق ريفية، تضم أقل من 350 طالباً. ربما يكون هذا الإطار أسهل في الإدارة من المدارس المتوسطة الكبيرة في المدن. هذا يثير تساؤلات حول الجدوى الحقيقية لتطبيق القرار على نطاق وطني واسع.
من الناحية التعليمية، يكمن الخلل. تظهر العديد من الدراسات في علم النفس أن الحظر الصارم، المفروض بدون نهج تربوي، غالباً ما يؤدي إلى المقاومة. إذا لم يشعر الطفل أو المراهق بأنه جزء من القاعدة، فمن المحتمل جداً أن يتحايل عليها. هذا الوضع يمكن أن يعزز عدم الثقة في المؤسسة التعليمية. قد يمتلك بعض الطلاب هاتفاً ثانياً، أو يتركون هاتفاً قديماً في خزانتهم بينما يحتفظون بالهاتف الحقيقي معهم.
لكن هناك أيضاً سؤال أعمق يجب طرحه: هل الحماية المفرطة لا تعيق تطوير الاستقلالية الرقمية؟ كيف يمكن تعلم مقاومة آليات الإدمان لشبكات التواصل الاجتماعي إذا لم يتم تدريبك أبداً على التعرف عليها؟ كيف يمكن تعلم الحصول على المعلومات، والمناقشة، وتنظيم وقت الشاشة إذا تم سحب الأداة منك ببساطة، بدون أي دعم؟
نقطة أساسية أخرى: بعض الطلاب يقولون ذلك بأنفسهم. يجدون أنه من غير المنصف أن يستخدم الأساتذة هواتفهم في الفصل أو في غرفة المعلمين، بينما لا يُسمح لهم بذلك. هذا الظلم قد يقوض مصداقية الإجراء.
المدرسة التي تريد التثقيف الرقمي يجب أن تتساءل عن استخداماتها الخاصة: المعلمون، الموظفون، الآباء، حتى الأجداد. الجميع، في عام 2025، معني بالإفراط في الاتصال. نتحدث عن 9 شاشات في المتوسط في الأسر الفرنسية. استراحة رقمية مخصصة فقط لطلاب المدارس المتوسطة، بدون أي شكل آخر من أشكال الدعم لبقية السكان، تبدو غير عادلة إلى حد كبير.
هذا نقاش مشروع. بعض النقابات تصف الإجراء بأنه "أداة شكلية" تصرف الانتباه عن المشاكل الحقيقية: نقص الموظفين، صعوبة توظيف المشرفين، زيادة العنف المدرسي.
تقدر جمعية المقاطعات الفرنسية، التي تدير المدارس المتوسطة، تكلفة هذا الإجراء بأكثر من 125 مليون يورو إذا كان من الضروري تجهيز جميع المدارس بخزانات معززة. بالنسبة لبعض المسؤولين المنتخبين، ستكون هذه الأموال أكثر فائدة في توظيف مساعدين تربويين أو في التدريب على المواطنة الرقمية.
على الرغم من كل شيء، ربما تكون "الاستراحة الرقمية" فكرة جيدة... لكنها تستحق إعداداً أفضل. لأن الحظر بدون شرح يعني حرمان النفس من فرصة التعليم.
الاستراحة الرقمية يمكن أن تحسن المناخ المدرسي، هذا صحيح. لكنها لن تحل مشاكل الاستخدام الإشكالي للشاشات خارج المدرسة، ولا التحرش، ولا حاجة المراهقين للاعتراف.
يمكن، من ناحية أخرى، أن تصبح رافعة مثيرة للاهتمام إذا كانت جزءاً من مشروع تربوي شامل، مع مناقشات في الفصل، ونقاشات، وورش عمل حول التثقيف الإعلامي. باختصار: الحظر، ربما، لكن وقبل كل شيء - التدريب.