
في كلمات قليلة
أطلقت الدكتورة سيلفي ديو أوسيكا، وهي طبيبة أطفال فرنسية، تحذيراً قوياً من أن كل دقيقة يقضيها الطفل أمام الشاشات هي وقت مسروق من نموه العقلي واللغوي. وتدير الدكتورة أوسيكا عيادة فريدة من نوعها في فرنسا لعلاج الأطفال دون سن العاشرة من الإفراط في التعرض للشاشات، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تؤدي إلى اضطرابات في اللغة وإدمان رقمي، وتتفاقم بسبب انشغال الآباء المستمر بأجهزتهم.
أطلقت طبيبة الأطفال الفرنسية سيلفي ديو أوسيكا تحذيراً شديد اللهجة بشأن تأثير الأجهزة الرقمية على نمو الأطفال، مؤكدة أن: «كل دقيقة تُقضى أمام الشاشة هي دقيقة مسروقة من يقظة الطفل وتطوره». وتستقبل عيادتها المتخصصة في مستشفى جان-فيردييه في بوندي، والتي تُعد الوحيدة من نوعها في فرنسا، عدداً متزايداً من الأطفال دون سن العاشرة الذين يعانون من التعرض المفرط للشاشات.
بعد نحو ست سنوات من إنشائها، لا تزال هذه العيادة هي الوحيدة في الوسط الاستشفائي الفرنسي التي تعالج قضايا الإفراط في وقت الشاشة لدى الأطفال الصغار جداً. وتتناول الدكتورة أوسيكا، التي ألفت كتاب «الطفل-الشاشة. كيف ننجو من الوباء الرقمي؟»، قضايا بالغة الأهمية مثل الإدمان الرقمي واضطرابات اللغة والتأخر التنموي.
وتشير الطبيبة إلى أن المشكلة تتفاقم بسبب ما تسميه «التدخل التكنولوجي» (technoférence)، وهو الانشغال المستمر للوالدين بأجهزتهم الرقمية حتى في وجود أطفالهم. كما تحذر من الوقوع في حلقة مفرغة، حيث يلجأ الآباء إلى الشاشات لتهدئة أطفالهم أو لتسهيل تناولهم للطعام.
وتوضح الدكتورة أوسيكا: «عندما يبكي الطفل فور إطفاء التلفزيون، أو عندما ينام بسهولة أكبر أو يأكل بشكل أفضل أمام الشاشة، فمن السهل أن يجد الوالدان نفسيهما في حلقة مفرغة من الاعتماد على الأجهزة». وتشدد على ضرورة الوعي بمزايا ومخاطر الرقمنة دون شيطنتها، مع التأكيد على أن الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة هو وقت مفقود من مراحل النمو الأساسية.