
في كلمات قليلة
أدانت محكمة باريس مارين لوبان بتهمة اختلاس أموال عامة، وحكمت عليها بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامة مالية، ومنعها من الترشح للانتخابات. لوبان تصف الحكم بأنه سياسي.
منذ أكثر من 24 ساعة، انتقد نواب التجمع الوطني (RN)، وانضم إليهم العديد من مسؤولي حزب الجمهوريين (LR)، بشدة إدانة مارين لوبان في قضية المساعدين البرلمانيين الأوروبيين للحزب. وقد أدينت رئيسة نواب حزب التجمع الوطني، يوم الاثنين 31 مارس/آذار، بتهمة اختلاس أموال عامة وحكم عليها بالسجن أربع سنوات، منها سنتان مع وقف التنفيذ، وغرامة قدرها 100 ألف يورو، وعقوبة، أثارت جدلاً واسعاً، بالمنع من الترشح لمدة خمس سنوات مع التنفيذ المؤقت.
ونددت المرشحة الرئاسية ثلاث مرات، مساء الاثنين، بـ «قرار سياسي» يهدف إلى «منعها من أن تصبح رئيسة للجمهورية». ولتبرير قرارهم، أوضح القضاة الثلاثة في الدائرة 11 بمحكمة باريس الجنائية حججهم في 152 صفحة من الأسباب. وقد قرأت الرئيسة بريجيت دو بيرتوي أهمها في الجلسة.
أموال البرلمان الأوروبي تم اختلاسها لصالح التجمع الوطني
ترى المحكمة أن ما مجموعه «حوالي 2.9 مليون يورو من الأموال [العامة الأوروبية] تم اختلاسها» من قبل الجبهة الوطنية لأكثر من أحد عشر عاماً، بين عامي 2004 و 2016. ووفقاً للحكم، تم استخدام هذه الأموال عن علم لدفع رواتب المساعدين البرلمانيين لنواب البرلمان الأوروبي الذين كانوا يعملون في الواقع لصالح حزب اليمين المتطرف.
وشددت بريجيت دو بيرتوي، خلال قراءتها للأسباب في الجلسة، على أن «لا أحد يحاكم بسبب ممارسة السياسة، هذا ليس هو الموضوع. السؤال الوحيد هو ما إذا كانت هذه العقود قد نفذت أم لا». وأضافت: «لقد ثبت أن جميع هذه العقود لم تستجب لأي حاجة للمساعدة البرلمانية للنائب وكانت خالية من أي هدف حقيقي».
وتابعت: «إما أن النائب لم يكلفهم بأي مهمة (…)، أو أنهم كانوا يعملون لصالح الحزب (يان لوبان على سبيل المثال) أو كمساعدة برلمانية معتمدة من المفترض أن تعمل وتقيم في بروكسل بينما كانت بدوام كامل سكرتيرة لمارين لوبان (كاثرين جريست)». ونتيجة لذلك، اعتبر القضاة الثلاثة في محكمة باريس الجنائية أن نواب البرلمان الأوروبي التسعة الذين تمت مقاضاتهم في هذه القضية مذنبون بـاختلاس أموال عامة، وأن المساعدين البرلمانيين الاثني عشر مذنبون بـإخفاء اختلاس أموال عامة.
تم وضع نظام برئاسة مارين لوبان
كما رأى القضاة أن «وجود نظام (…) لا شك فيه». لقد كانت «ممارسات منظمة» لتمكين الجبهة الوطنية من «تحقيق وفورات كبيرة». كان الهدف من هذا النظام ذي الإدارة «المشتركة والمركزية والمحسنة» هو استهلاك كامل «ميزانية المخصصات المخصصة لكل نائب لتغطية نفقات المساعدة البرلمانية».
وصرحت الرئيسة قائلة: «في قلب هذا النظام منذ عام 2009، انخرطت مارين لوبان بسلطة وتصميم في العملية التي بدأها والدها والتي شاركت فيها منذ عام 2004». وبهذه الصفة، تعتبر «المؤلفة الرئيسية» فيما يتعلق بالمساعدين البرلمانيين الذين وظفتهم بنفسها وكـشريكة اعتباراً من عام 2011، عندما أصبحت رئيسة حزب الجبهة الوطنية. وتقدر المحكمة أنها غطت بعد ذلك «عمليات الاختلاس التي ارتكبها أعضاء البرلمان الأوروبي الآخرون». ومع ذلك، لم يثبت أن مارين لوبان، أو غيرها من المتهمين، قد حققوا «إثراء شخصي» من هذا النظام. لكن هذا الأخير أدى مع ذلك إلى إثراء الجبهة الوطنية مما تسبب في «خلل في المساواة، وبالتالي تفضيل مرشحيهم وحزبهم السياسي على حساب الآخرين».
لم يكن لدى المتهمين «أي رغبة في المشاركة في إظهار الحقيقة»
كانت إدانة المتهمين بعقوبة الحرمان من الأهلية الانتخابية احتمالاً يوفره القانون الجنائي للقضاة، لكنه ظل اختيارياً، حيث أوقفت المحكمة في 15 فبراير 2016 تاريخ منع الوقائع. ومع ذلك، فإن قانون Sapin 2، الذي ينص على عقوبة «إلزامية» بالحرمان من الأهلية الانتخابية، لم يصدر إلا في 9 ديسمبر 2016: لذلك لا يمكن تطبيقه تلقائياً في سياق هذه القضية.
لكن عدم الأهلية ظهر «ضرورياً» على وجه الخصوص في ضوء خط دفاع المتهمين. «لم يبد معظمهم أي رغبة في المشاركة في إظهار الحقيقة (…)، بل إنهم ينكرون في بعض الأحيان حتى الحقائق الواضحة، بما في ذلك كتاباتهم الخاصة في ذلك الوقت»، كما انتقد القضاة.
طوال شهري المحاكمة، رفض نواب حزب اليمين المتطرف بالفعل الاعتراف بأي خطأ، بحجة، كما أكدت مارين لوبان مساء الاثنين، مجرد «خلاف إداري مع البرلمان الأوروبي».
ونتيجة لذلك، رأت المحكمة أنه «لا يوجد أي وعي» بأفعالهم، بل إن المتهمين ذهبوا إلى حد المطالبة «بـحصانة كاملة ومطلقة».
وبناءً على هذا الاستنتاج، فقد اعتبر أن «خطر العودة إلى الإجرام» «متجسد بشكل موضوعي»، تماماً مثل «الاضطراب الجسيم في النظام العام الديمقراطي» الناجم عن «حقيقة أن شخصاً مداناً بالفعل في الدرجة الأولى يترشح للانتخابات الرئاسية».
هذا المفهوم المتعلق بـالإخلال بالنظام العام، والذي يثار عادة في سياق المظاهرات، لا ينبغي أن يؤخذ هنا بمعناه الحرفي. ويشير إلى «ضرورة نزاهة المسؤولين المنتخبين»، كما أوضح رومين رامبو، أستاذ القانون بجامعة جرينوبل آلب، لفرانس إنفو.
تم اتخاذ قرار التنفيذ المؤقت لمنع «تكرار المخالفة» و «الإخلال بالنظام العام»
واستندت المحكمة على هذين المفهومين المتعلقين بـتكرار المخالفة والإخلال بالنظام العام لتبرير إصدار قرار بـعدم الأهلية مع التنفيذ المؤقت (أو التطبيق الفوري) ضد مارين لوبان. وأشار القضاة على وجه الخصوص إلى الاجتهاد القضائي للمجلس الدستوري الذي تم تأكيده في قراره الصادر يوم الجمعة 28 مارس بشأن مسألة ذات أولوية تتعلق بالدستورية (QPC). ورأى الحكماء أن الإدانة المصحوبة بالتنفيذ المؤقت تساهم في «تعزيز مطلب النزاهة والقدوة الحسنة للمسؤولين المنتخبين وثقة الناخبين في ممثليهم».
وقد فسرت المحكمة الجنائية هذا النص بالنظر إلى أنه «كلما كان الشخص يعتزم الترشح لمنصب مهم – وهو المنصب الرئاسي في هذه الحالة – كلما كان من النظام العام الديمقراطي ألا تتم إدانة هذا الشخص بـاختلاس أموال عامة»، كما يحلل رومين رامبو. وشدد القضاة على أنه «بالنسبة للمحكمة، يتعلق الأمر بضمان ألا يستفيد المسؤولون المنتخبون، مثل أي شخص آخر، من نظام تفضيلي، وهو ما يتعارض مع الثقة التي يسعى إليها المواطنون في الحياة السياسية».
من جانبها، ترى مارين لوبان أن هذا القرار يهدف إلى استبعادها سياسياً: فقد «تحملت رئيسة المحكمة، بريجيت دو بيرتوي، بوضوح شديد مسؤولية تنفيذ التنفيذ المؤقت لعقوبة عدم الأهلية التي صدرت بحقي لجعل استئنافي غير مجدٍ لمنعي من الترشح والانتخاب في الانتخابات الرئاسية»، كما انتقدت مساء الاثنين.