الاستفتاءات في فرنسا: هل تتكرر صدمة عام 2005؟ الكاتب ألكسندر جاردان يحذر

الاستفتاءات في فرنسا: هل تتكرر صدمة عام 2005؟ الكاتب ألكسندر جاردان يحذر

في كلمات قليلة

يحذر الكاتب ألكسندر جاردان من أن الاستفتاءات المحتملة في فرنسا قد تكرر تجربة عام 2005 السلبية، مما يزيد من الفجوة بين النخبة والمواطنين. وينتقد سيطرة الحكومة على مواضيع التصويت.


يشهد المشهد السياسي في فرنسا جدلاً متصاعداً حول إمكانية إجراء استفتاءات وطنية. وسط هذه النقاشات، عبّر الكاتب ألكسندر جاردان عن انتقاده الشديد للمبادرات المقترحة، محذراً من تكرار سيناريو عام 2005، عندما كشف تصويت "لا" على الدستور الأوروبي عن شرخ عميق بين السلطة والشعب.

يرى جاردان أن تقديم استفتاءات للمواطنين لمجرد "المصادقة" على قرارات تم اتخاذها بالفعل، أو التصويت على قضايا لا تمس مشاكلهم الحقيقية، يؤدي فقط إلى تعميق الهوة بين النخبة والسكان. ويعتقد أن السؤال الحقيقي ليس *ما* هي القضايا التي تطرح للاستفتاء، بل *من* الذي يطرح هذه القضايا - الأمة أم السلطة الرئاسية؟

يصف جاردان الوضع الراهن بأنه "ستار من الكلمات"، حيث تبحث الإدارة الرئاسية عن أفكار للاستفتاءات، وكأنها "رقعة لإطار مثقوب". وهذا، على حد تعبيره، يظهر "ثقافة ازدراء" تجاه المواطنين، واعتبارهم "عامة الناس" الذين يكفي تقديم ورقة اقتراع لهم.

الكاتب مقتنع بأنه ما دامت السلطة تسيطر على مواضيع الاستفتاءات، فإنها تسيطر على التاريخ. ويرى أن الاستشارات المقترحة لا تعدو كونها شكليات بسيطة تهدف فقط إلى إعطاء مظهر للديمقراطية.

يُذكر أن الرئيس الفرنسي يدرس إمكانية إجراء عدة استفتاءات في يوم واحد. ومع ذلك، ووفقاً لآخر استطلاعات الرأي، يرى غالبية الفرنسيين (73%) أن هذه الفكرة مجرد مناورة سياسية.

منذ "صدمة" عام 2005، عندما أصبح رفض الفرنسيين لمشروع الدستور الأوروبي ضربة قوية، لم يجرؤ أي رئيس على اللجوء بقوة إلى أداة التعبير الشعبي المباشر على المستوى الوطني. الخطط الحالية، رغم المقترحات المختلفة (بما في ذلك أفكار حول خفض عجز الميزانية أو تحسين شوارع باريس)، تثير الشكوك حتى داخل الدوائر السياسية.

يحذر علماء السياسة من خطر استغلال الاستفتاءات سياسياً، مؤكدين أنه لا يجب الخلط بين صوت الشعب واللعبة السياسية.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.