إصلاح الدولة بفرنسا: وعود تتكرر؟

إصلاح الدولة بفرنسا: وعود تتكرر؟

في كلمات قليلة

على الرغم من الوعود المتكررة من قبل السياسيين الفرنسيين على مدى عقود، لا يزال إصلاح الدولة يواجه تحديات كبيرة تتمثل في المقاربات المحاسبية الضيقة والاستقطاب السياسي الحاد بين اليمين واليسار.


الكاتب: أمينة بيردينسكيخ — كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.

يعود ملف إصلاح الدولة إلى صدارة الأولويات مع كل رئيس وزراء جديد. صرح فرانسوا بايرو قبل شهرين فقط: «يجب إعادة بناء كل شيء: النصوص، القوانين، المعايير، العادات». وكان إدوارد فيليب قد أعلن في عام 2018: «سنبدأ تحولاً عميقاً في العمل العام لبناء دولة فعالة». ولا ننسى المرشح ماكرون الذي أعلن في كتابه «ثورة» عام 2017: «إعادة هيكلة تنظيم الدولة يجب أن تعيد السلطة لمن يقومون بالعمل».

في مواجهة ما يسميه «جبل الصعوبات»، يجعل فرانسوا بايرو من إصلاح الدولة تحديه الأكبر. المشكلة هي أنه بعد 40 عامًا، لا يزال هذا الإصلاح بعيد المنال.

أسباب تعثر الإصلاح

أولاً، لأن نهج الحكومات غالبًا ما يكون محاسبياً بحتاً. يتم استحضار إصلاح الدولة كتعويذة لسد الثغرات في الخزينة بسرعة. وهذا يعني: تحقيق وفورات عاجلة. المثال الأبرز هو المراجعة العامة للسياسات العامة (RGPP) الشهيرة خلال فترة ولاية نيكولا ساركوزي، مع عدم استبدال موظف واحد من كل اثنين يتقاعدون. ومنذ ذلك الحين، تعود محاولة خفض النفقات مع كل ميزانية.

ثانياً، الخطأ الآخر هو أن رؤساء الوزراء المتعاقبين يتنافسون في التصريحات الرنانة ليعدوا بـ«ليلة كبرى» إدارية لا تأتي أبداً.

الاستقطاب بين اليمين واليسار

مع ذلك، الدولة تتحرك، وإن كان ببطء أحياناً. صحيح أن «طبقات الإدارة» المتعددة غالباً ما تكون معقدة، لكن في الواقع، من خلال لامركزية السلطات وتفويض الخدمات، لا تتوقف الدولة وموظفوها عن الإصلاح. لكنهم يجدون أنفسهم عالقين بين خطاب يساري يصرخ «تطهير» بمجرد سماع كلمتي «وفورات» أو «تبسيط»، وخطاب يميني يصور الخدمات العامة على أنها ديناصورات مكلفة وغير مجدية.

هذا الصراع التبسيطي بدأ يلقي بظلاله على النقاش الفرنسي، مهدداً بـ«منشار» الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي يلوح به إريك سيوتي وأولئك الذين يحلمون بـتفكيك الدولة. فكرة يخشاها كل من يعلم أن النموذج الاجتماعي الفرنسي نفسه هو الذي سيتم القضاء عليه.

ومع ذلك، كما قال رئيس وزراء سابق: «لا يمكن حصر إصلاح الدولة في معارضة تبسيطية بين 'المزيد' أو 'الأقل' من الدولة. يجب أن يستند إلى التشاور، وتحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين، وكفاءة الإنفاق العام». هذه جملة ليونيل جوسبان، في عام 2000. بعد ربع قرن، ما زلنا في نفس المربع.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.