دمج بطاقتي التأمين الصحي والهوية في فرنسا: ما الذي يعيق مكافحة الاحتيال؟

دمج بطاقتي التأمين الصحي والهوية في فرنسا: ما الذي يعيق مكافحة الاحتيال؟

في كلمات قليلة

تجري مناقشات في فرنسا حول دمج بطاقتي التأمين الصحي والهوية لمكافحة الاحتيال الاجتماعي. يحظى الاقتراح بدعم الرئيس ورئيس الوزراء السابق، لكنه يواجه صعوبات دستورية وعملية.


في فرنسا، تُطرح فكرة دمج بطاقة التأمين الصحي (Carte Vitale) وبطاقة الهوية الوطنية. يرى مؤيدو هذا الإجراء أنه وسيلة فعالة لتبسيط الإجراءات الإدارية ومكافحة الاحتيال في الضمان الاجتماعي، بما في ذلك ما يُعرف بـ "السياحة العلاجية غير القانونية".

هذه الفكرة ليست جديدة، فقد كانت من أولويات رئيس الوزراء السابق غابرييل أتال. كما تدعم مديرة مؤسسة Ifrap، أنييس فيردييه-مولينييه، مفهوم البطاقة الموحدة، مشيرة إلى نجاح تجربة مشابهة في بلجيكا. وفي مقابلة حديثة، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موافقة مبدئية على هذا الإجراء، قائلاً: "إذا كان الدستور يسمح بذلك، فنعم. كل ما يساهم في التبسيط، فنعم."

على الرغم من دعم مبدأ التبسيط، يواجه التنفيذ عقبات. أحد الأسئلة الرئيسية يتعلق بمدى دستورية هذا الدمج. بالإضافة إلى ذلك، يعرب الخبراء والمختصون عن مخاوف بشأن احتمال ظهور تعقيدات إدارية جديدة للعاملين في القطاع الطبي، وتكلفة المعدات اللازمة، والفعالية الشاملة للإجراء في مكافحة الاحتيال. يقترح البعض حلولاً بديلة لهذه المشكلة.

تثير الجوانب العملية أيضاً تساؤلات: كيف سيتم الانتقال؟ ما نوع البيانات التي ستُخزن على البطاقة الموحدة وكيف سيتم تأمينها؟ يقوم صندوق التأمين الصحي الوطني (Cnam) بعمليات فحص سنوية للكشف عن الاحتيال ويُعد تقييماً لحجم هذه الظاهرة، ومن المتوقع أن تؤثر نتائجه على مستقبل هذا الاقتراح.

وهكذا، رغم الهدف المعلن وهو التبسيط ومكافحة الاحتيال، لا تزال مبادرة دمج بطاقة التأمين الصحي وبطاقة الهوية قيد المناقشة، وتواجه تحديات قانونية وعملية.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.