
في كلمات قليلة
شهدت فنزويلا اعتقال القيادي المعارض خوان بابلو غوانيبا قبل يومين من الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 يوليو. تتهم السلطات الحكومية غوانيبا و70 شخصًا آخر بالتخطيط لأعمال تخريبية وإرهابية مرتبطة بالانتخابات، في حين تصف المعارضة هذا الإجراء بأنه قمع سياسي.
قامت السلطات في فنزويلا باعتقال خوان بابلو غوانيبا، وهو قيادي بارز في المعارضة الفنزويلية ومقرب من الزعيمة ماريا كورينا ماتشادو، يوم الجمعة، قبل يومين فقط من موعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم الأحد.
اتهمت حكومة نيكولاس مادورو غوانيبا بمحاولة «تخريب» الانتخابات. ووصف وزير الداخلية، ديوسدادو كابيلو، غوانيبا، الذي يبلغ من العمر 60 عامًا وهو نائب سابق، بأنه «أحد قادة شبكة إرهابية». وذكر أنه سيتم ملاحقته بتهم «الإرهاب، تبييض الأموال، التحريض على الكراهية والعنف».
عرض التلفزيون الحكومي صورًا لغوانيبا مكبل اليدين ويرتدي سترة واقية، محاطًا بضباط شرطة مقنعين. وأعلنت السلطات مصادرة أربعة هواتف وجهاز كمبيوتر محمول، زاعمة أن «الخطة بأكملها» للتخريب موجودة عليها. وقال كابيلو: «الآن سيحاسب أمام العدالة».
المعارضة الفنزويلية، التي دعت إلى مقاطعة الاقتراع المقبل بسبب اتهامات بالتزوير ضد السلطة، ردت بشدة على الاعتقال. وصفت ماريا كورينا ماتشادو ما حدث بأنه «إرهاب دولة محض». وقالت إن غوانيبا «رجل شجاع ونزيه»، وهو «رفيقي وأخي».
بعد وقت قصير من اعتقاله، ظهرت رسالة على حسابات غوانيبا على وسائل التواصل الاجتماعي، يُعتقد أنها كُتبت مسبقًا: «إذا كنت تقرأ هذا، فذلك لأنني اختطفت من قبل قوات نظام نيكولاس مادورو. ليس لدي يقين بشأن ما سيحدث لي في الساعات والأيام والأسابيع القادمة. لكن ما أنا متأكد منه هو أننا سننتصر في الكفاح الطويل ضد الديكتاتورية». وتضيف الرسالة: «اليوم، أنا مسجون ظلما، لكنني لم أهزم أبدًا. لم يبقَ لديهم سوى الخوف. يختبئون خلف الوحشية والقسوة للتمسك بالسلطة».
أعرب رئيس الدبلوماسية الأمريكية، ماركو روبيو، عن «قلقه» إزاء هذا الاعتقال الذي وصفه بأنه «غير مبرر وتعسفي»، منددًا بموجة جديدة من القمع في البلاد قبل انتخابات الأحد.
بالإضافة إلى غوانيبا، أعلنت السلطات اعتقال 70 شخصًا آخرين في إطار ما وصفته بمحاولة «تخريب» الانتخابات. وذكرت أسماء مواطنين من الإكوادور والأرجنتين وصربيا وألمانيا و«بعض» الباكستانيين بين المعتقلين. وتتهمهم السلطات بالتخطيط لوضع متفجرات في المستشفيات ومحطات المترو ومراكز الشرطة والبنية التحتية الكهربائية، مؤكدة مصادرة متفجرات وأسلحة ونقود.
في المساء، أصدر المدعي العام طارق ويليام صعب بيانًا وصف فيه غوانيبا بأنه «متآمر خطير وهو جزء من منظمة إجرامية سعت إلى تخريب» الانتخابات الرئاسية في 28 يوليو. وفقًا للنص، فإن غوانيبا «الذي تربطه صلات بهياكل تهريب المخدرات، مرتبط بخطة عمل إجرامية جديدة لمنع إجراء الانتخابات السلمية يوم الأحد».
الحكومة الفنزويلية تعلن بشكل شبه يومي عن خطط لزعزعة الاستقرار ومؤامرات. ولتأمين الانتخابات، سيتم نشر حوالي 400 ألف فرد من قوات الأمن. وفي وقت سابق، علقت السلطات الرحلات الجوية مع كولومبيا، مشيرة إلى محاولة «مرتزقة» التسلل إلى البلاد، كما تخضع الحدود البرية لمراقبة خاصة.