
في كلمات قليلة
اقترح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين توسيع نطاق إجراء "الإقرار بالذنب" ليشمل الجرائم الجنائية الخطيرة. يهدف هذا الإجراء غير المسبوق، والذي يواجه انقساماً في الأوساط القضائية، إلى تسريع وتيرة العدالة في فرنسا.
وجه وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين رسالة إلى جميع القضاة وموظفي جهاز العدالة في البلاد، مقترحاً مسارات لإصلاح النظام القضائي. من أبرز المقترحات وأكثرها إثارة للجدل، توسيع نطاق إجراء الإقرار بالذنب ليشمل القضايا الجنائية.
حتى الآن، كان إجراء "المثول بناءً على الاعتراف المسبق بالذنب" (comparution sur reconnaissance préalable de culpabilité, CRPC)، المعروف باسم "الإقرار بالذنب" (plaider-coupable)، مقتصراً على الجرائم الأقل خطورة (délits). يسمح هذا الإجراء بالبت في القضايا البسيطة التي يعترف فيها المتهم بالوقائع، دون الحاجة لمحاكمة كاملة. ومع ذلك، لم يكن هذا الإجراء متاحاً للقضايا الجنائية الخطيرة (crimes)، مثل القتل، أو الاعتداءات الجنسية أو البدنية الأخرى التي يعاقب عليها بالسجن لأكثر من خمس سنوات، أو القتل غير العمد، أو جرائم الصحافة.
يقترح جيرالد دارمانين الآن تغيير هذا الوضع وتوسيع نطاق إجراء CRPC ليشمل الجرائم الجنائية. تعتبر هذه الخطوة غير مسبوقة في النظام القضائي الفرنسي الحديث. وتهدف هذه المبادرة إلى معالجة المشاكل الرئيسية التي تعاني منها العدالة الفرنسية، مثل "التأخيرات الطويلة جداً" في نظر القضايا، و"العقوبات التي لا تنفذ بشكل جيد"، و"التعقيد المعمم" للإجراءات.
هذا الإجراء، الذي أوصى به تقرير حول تنظيم جلسات المحاكم بتكليف من وزارة العدل، يهدف إلى زيادة فعالية وسرعة البت في القضايا. لكن اقتراح توسيع نطاق "الإقرار بالذنب" ليشمل أخطر فئات الجرائم أثار نقاشاً حاداً وأدى إلى انقسام داخل الأوساط القضائية في البلاد.