
في كلمات قليلة
أقر مجلس الشيوخ الفرنسي إصلاحًا مثيرًا للجدل في قطاع الإعلام العام بعد أن استخدمت الحكومة آلية دستورية نادرة لتسريع التصويت. وقد وصفت المعارضة هذه الخطوة بأنها "فرض بالقوة"، معربة عن قلقها من السيطرة السياسية على الإعلام. يهدف الإصلاح إلى إنشاء شركة قابضة جديدة بحلول عام 2026.
أقر مجلس الشيوخ الفرنسي في قراءة ثانية، يوم الجمعة 11 يوليو، مشروع قانون إصلاح قطاع الإعلام السمعي البصري العام، وذلك بعد مناقشات مختصرة تم فرضها باستخدام أداة دستورية تُعرف بـ "التصويت المجمّد"، وهو خيار حكومي أثار اعتراضًا حادًا من قبل قوى اليسار.
تمت الموافقة على النص بأغلبية 194 صوتًا مقابل 113. وكانت وزيرة الثقافة، رشيدة داتي، قد قررت في الصباح اللجوء إلى آلية التصويت المجمّد لمواجهة ما وصفته بـ "عرقلة" اليسار للمشروع. ويختتم هذا التصويت الدورة الاستثنائية للبرلمان، الذي سيعاود أعماله في 22 سبتمبر.
تسمح آلية "التصويت المجمّد"، التي نادرًا ما يتم استخدامها، بتسريع وتيرة النقاشات عبر تنظيم تصويت واحد فقط يشمل النص والتعديلات التي تختار الحكومة الإبقاء عليها. وشهدت المناقشات يوم الخميس تباطؤًا ملحوظًا بسبب تعليق الجلسات المتكرر، والتذكير بالنظام الداخلي، ومقترحات الرفض المسبق، والاتهامات المتبادلة. وقاد هذا التحرك اليسار، الذي يخشى أن يكون الإصلاح فرصة لفرض السيطرة السياسية على الإعلام وخفض ميزانية القطاع العام.
المعارضة تندد بـ "فرض بالقوة"
احتج متحدثو اليسار تباعًا على ما وصفوه بـ "الفرض بالقوة"، حسب تعبير الوزيرة الاشتراكية السابقة لورانس روسينيول. وصرحت قائلة: "نتحدث عن حرية الصحافة، ولكن لنبدأ أولاً باحترام حقوق البرلمان"، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ يمتلك أدوات أخرى لتنظيم المناقشات. يأتي هذا في وقت تم فيه "إجهاض" النقاشات بالفعل في القراءة الأولى بالجمعية الوطنية في 30 يونيو، بعد التصويت المفاجئ على اقتراح بالرفض قدمه حزب الخضر في ظل غياب نواب الائتلاف الحكومي. ورد مقرر النص، سيدريك فيال، قائلاً: "أنتم المسؤولون عن عدم إمكانية إجراء النقاش، وليس نحن".
من جانبه، دافع رئيس لجنة الثقافة، لوران لافون، عن قرار الحكومة، مشيرًا إلى وجود "عرقلة واضحة" تهدف إلى "منع مجلس الشيوخ من تأكيد دعمه" للنص. ويمثل هذا خطوة جديدة لهذا المشروع الذي واجه مسارًا فوضويًا، والذي دافعت عنه الوزيرة بقوة في وجه معارضة النقابات. وينص المشروع بشكل أساسي على إنشاء شركة قابضة باسم "فرانس ميديا" في 1 يناير 2026، ستشرف على "فرانس تلفزيون" و"راديو فرانس" والمعهد الوطني السمعي البصري (Ina)، تحت سلطة رئيس مدير عام واحد. ومن المتوقع الآن أن يعود النص إلى الجمعية الوطنية في الخريف، في موعد لم يحدد بعد.