جان لوك ميلونشون: هل يواجه زعيم 'فرنسا الأبية' نهاية مسيرته السياسية مع تراجع شعبيته؟

جان لوك ميلونشون: هل يواجه زعيم 'فرنسا الأبية' نهاية مسيرته السياسية مع تراجع شعبيته؟

في كلمات قليلة

تشير استطلاعات الرأي إلى تدهور حاد في شعبية زعيم «فرنسا الأبية» جان لوك ميلونشون. أصبح الشخصية السياسية الأكثر رفضًا في فرنسا وسط جدل حول مواقفه وقضايا داخلية.


تشير استطلاعات الرأي الأخيرة في فرنسا إلى تدهور حاد في شعبية جان لوك ميلونشون، زعيم حركة «فرنسا الأبية». يُعزى هذا التراجع الكبير بشكل أساسي إلى سلسلة من الفضائح داخل الحزب ومواقفه العامة المثيرة للجدل، لا سيما تلك المتعلقة بالقضايا الدولية الحساسة.

يظهر التحليل أن هذا الانخفاض في الدعم يشمل حتى قاعدته الانتخابية الأساسية، التي كانت تدعمه بقوة في الانتخابات الرئاسية السابقة عامي 2017 و2022. فقد أثارت مواقفه بشأن بعض القضايا جدلاً واسعاً وعمّقت الانقسامات ليس فقط داخل حزبه، بل أيضاً في معسكر اليسار الفرنسي الأوسع.

وفقاً لاستطلاعات الرأي الحالية، أصبح جان لوك ميلونشون الشخصية السياسية الأكثر رفضاً من قبل الفرنسيين. ومع ذلك، لم يكن هذا التراجع الأول في مسيرته؛ فقد شهدت شعبيته انخفاضاً كبيراً خلال الولاية الرئاسية الأولى لإيمانويل ماكرون، لكن ذلك لم يمنعه من الحصول على ما يقرب من 22% من الأصوات في انتخابات 2022 الرئاسية.

يؤكد هذا التراجع في الشعبية العديد من مؤشرات استطلاعات الرأي. ففي استطلاع Kantar Public-Epoka-Figaro Magazine، انخفض تقييمه «للمستقبل» من 29% إلى 15% منذ الانتخابات الأخيرة. وفي استطلاع Elabe-Les Échos، بلغ الانخفاض ثمانية عشر نقطة (من 35% إلى 17%)، بينما في استطلاع Harris Interactive، انخفض تسعة عشر نقطة (من 36% إلى 17%).

في خضم هذه التطورات، يعلن شركاء «فرنسا الأبية» في تحالف «الجبهة الشعبية الجديدة» عن رغبتهم في إعادة بناء اليسار بدون ميلونشون. يتم الإعلان عن هذا الانفصال بالكلام، لكن الوضع على أرض الواقع لا يزال غامضاً. يعتقد بعض المحللين السياسيين أن زعيم «فرنسا الأبية» يعيق ظهور معارضة يسارية حكومية قوية، ويجبر القوى الأخرى على الدخول في تحالفات انتخابية جديدة تحت قيادته.

رغم الجدل والفضائح التي تحيط به، يعوّل ميلونشون، حسب المحللين، على عدم قدرة الأحزاب اليسارية الأخرى على التوحد وتقديم بديل قوي بما فيه الكفاية. يأمل في الاستفادة مرة أخرى مما يسمى بـ«التصويت المفيد»، حيث يصوت الناخبون لصالحه باعتباره المرشح اليساري الوحيد الذي لديه فرصة حقيقية للوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات.

يبقى الوضع على الساحة السياسية الفرنسية متوتراً، بينما يثير مستقبل جان لوك ميلونشون ودوره في السياسة الفرنسية المزيد من التساؤلات على خلفية تراجع شعبيته المتسارع.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.