جريمة قتل في مسجد في غارد: لماذا يثير استخدام كلمة «الإسلاموفوبيا» جدلاً؟

جريمة قتل في مسجد في غارد: لماذا يثير استخدام كلمة «الإسلاموفوبيا» جدلاً؟

في كلمات قليلة

يثير استخدام مصطلح «الإسلاموفوبيا» جدلاً واسعاً في فرنسا، حيث يرفض بعض المسؤولين الحكوميين استخدامه لوصف جريمة قتل في مسجد، بينما يرى آخرون أنه ضروري لتسليط الضوء على معاداة المسلمين. الجدل حول هذا المصطلح قديم ويتجدد مع الأحداث الجارية.


في أعقاب مقتل أبوبكر سيسيه

في أعقاب مقتل أبوبكر سيسيه، شاب مسلم متدين اغتيل يوم الجمعة 25 أبريل في مسجد في لا غران كومب (غارد) أثناء صلاته، صرح المدعي العام في أليس بسرعة بأن «مسار العمل المعادي للمسلمين والإسلاموفوبي هو المسار المفضل». كما أرسل رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، في اليوم التالي للمأساة، رسالة على X يصف فيها اغتيال هذا المؤمن بأنه «إهانة إسلاموفوبية». ومع ذلك، فإن اختيار الحديث عن عمل «إسلاموفوبي» لا يحظى بإجماع حتى داخل الحكومة نفسها.

جدل حول مصطلح "إسلاموفوبيا" داخل الحكومة الفرنسية

انتقد وزير ما وراء البحار، مانويل فالس، علنًا استخدام رئيس الوزراء لهذه الكلمة. وقال يوم الأحد 27 أبريل على قناة RTL: «لم أكن لأستخدمها». وأوضح: «أنا لا أتحدث أبدًا عن الإسلاموفوبيا. إنه مصطلح تم اختراعه منذ فترة طويلة». وأكد الوزير: «لقد تم اختراعه منذ أكثر من 30 عامًا من قبل الملالي الإيرانيين لوضع الناس في قفص الاتهام». كما لم يستخدم إيمانويل ماكرون وبرونو ريتاليو هذا المصطلح. وانتقدت عالمة البيئة مارين توندلييه قائلة: «بعض السياسيين غير قادرين على نطق كلمة الإسلاموفوبيا، ربما لأن لديهم مشكلة مع هذا الدين». وحاولت المتحدثة باسم الحكومة، صوفي بريما، إنهاء الجدل قائلة: «كل هذا يستحق الكثير من الكرامة ولا يستحق أن نتجادل حول المفردات».

جدل قديم

يذكر فنسنت جيسر، الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي ومؤلف كتاب الإسلاموفوبيا الجديدة عام 2003، أن «هذا الجدل ليس وليد اليوم. إنه خلاف قديم يظهر من جديد مع الأحداث الجارية»، مشيرًا إلى أنه «في سنوات 2003-2004، كان هذا النقاش موجودًا بالفعل». ويشير إلى أن هذا الجدل «اقتصر على دائرة صغيرة علمية وفكرية، خاصة مع كارولين فورست وعدد معين من الباحثين الذين كنت جزءًا منهم». ويؤكد الباحث أن هذا الجدل «قسم الجمعيات» أيضًا. «كان لديك جدل داخل MRAP، وهي واحدة من أكبر الحركات المناهضة للعنصرية في فرنسا، بين «المؤيدين» لاستخدام مصطلح الإسلاموفوبيا، و«المعارضين». كما كان هذا المصطلح موضوع خلافات داخل رابطة حقوق الإنسان، التي لم تكن بالضرورة مؤيدة للغاية لاستخدامه في ذلك الوقت، على الرغم من أنها كانت تدين بالفعل العنصرية المعادية للمسلمين في ذلك الوقت. ثم كان هناك بالفعل نقاش في المجال السياسي تطور من منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حتى اليوم».

أخبار كاذبة حول أصل الكلمة

يذكر فنسنت جيسر أنه في عام 2001، نشرت الكاتبة كارولين فورست في مجلة ProChoix مقالًا يؤكد أن كلمة «الإسلاموفوبيا» هي «من صنع نظام الملالي لتبرير مشروع أسلمة أوروبا». ويوضح أنه منذ ذلك الحين، «يعتقد البعض أنه مصطلح أيديولوجي بشكل أساسي يستخدم لتغطية مشاريع إسلامية متطرفة تهدف إلى تبرير أسلمة المجتمعات الأوروبية». ومع ذلك، فإن فكرة أن هذه الكلمة هي من ابتكار الملالي قد تم «الطعن فيها تمامًا»، كما يؤكد الباحث. وهو ما أكده الباحثان مروان محمد وعبد العالي حجات في كتاب نشر عام 2013، مشيرين إلى «أسطورة». وكتبا في كتاب «الإسلاموفوبيا: كيف تصنع النخب الفرنسية «المشكلة الإسلامية»»، «ليس لدى هؤلاء المفكرين أي دليل يدعم ادعائهم»، مذكّرين بأنه «لا يوجد مكافئ حقيقي لكلمة «الإسلاموفوبيا» في الفارسية والعربية». ويؤكد الباحثون على العكس من ذلك أن هذا المصطلح هو بالفعل «اختراع فرنسي» وحتى أنهم يؤرخون ظهوره بعام 1910. «نحن مدينون باختراع كلمة «الإسلاموفوبيا» واستخداماتها الأولى لمجموعة من «الإداريين وعلماء الإثنوغرافيا» المتخصصين في دراسات الإسلام في غرب إفريقيا أو السنغال: آلان كويلين وموريس ديلافوس وبول مارتي». ويؤكد فنسنت جيسر نفسه أنه عثر على أثر لاستخدام هذه الكلمة في مكتبته الخاصة. «لقد عثرت على كتيب صغير من أوائل القرن العشرين لرسام يدعى إتيان، وهو رسام مشهور للغاية، اعتنق الإسلام، والذي كان يحظى بتقدير كبير من قبل الصالونات الاستشراقية في ذلك الوقت وكان يستخدم بالفعل مصطلح الإسلاموفوبيا لوصف ظواهر رفض الدين الإسلامي. كان من الواضح إذن أن هذا لم يكن مصطلحًا تم إنشاؤه من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وقد نفى هذه الفرضية بالفعل صحفيون من وكالة فرانس برس في عام 2018 في مقال بعنوان: «لا، مصطلح «الإسلاموفوبيا» لم يتم إنشاؤه بواسطة آية الله الخميني». وهو ما لم يمنع مانويل فالس من تكرار هذا التسمم عدة مرات منذ عام 2013 كما تذكر صحيفة Libération.

استغلال المصطلح

يؤكد الباحث فنسنت جيسر أنه إذا كانت الكلمة «موجودة في اللغة الفرنسية منذ بداية القرن العشرين وموجودة الآن في جميع المؤسسات الدولية، وخاصة مؤسسات الأمم المتحدة، فلا تزال هناك أشكال من الاستغلال يمكننا رؤيتها تظهر»، مع إعطاء مثال على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. «في السنوات الأخيرة، من الواضح أن نظام أردوغان في تركيا استغل إلى حد كبير كلمة الإسلاموفوبيا في معاركه الدبلوماسية ضد هذا البلد الأوروبي أو ذاك، لإخفاء انحرافاته الاستبدادية بطريقة أو بأخرى»، كما يؤكد. لكن الاستغلال لا يسري على هذا المصطلح فحسب، كما يذكر الباحث. «في إسرائيل، هناك انتقادات قوية للغاية من قبل الجهات الفاعلة في المجتمع الإسرائيلي الذين يتهمون نتنياهو باستخدام معاداة السامية لتبرير سياسته». ويعتقد الباحث أيضًا أنه سيكون «من الخطير» إذا تم استخدام المصطلح أيضًا لمنع «موقف المفكر الحر واللاأدري والناقد للدين». ويختتم الباحث قائلاً: «يجب ألا يستخدم مصطلح الإسلاموفوبيا في مطاردة الأشخاص الذين ينتقدون الدين بشكل عام والدين الإسلامي بشكل خاص»، مضيفًا أنه لا يمكن أن يكون «انتقادًا يغطي مشروعًا عنصريًا».

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.