
في كلمات قليلة
تبنت فرنسا قانوناً جديداً لمكافحة تهريب المخدرات لتعزيز الجهود ضد الجريمة المنظمة. حظي القانون بدعم واسع لكن واجه معارضة من جزء من اليسار، رغم التأكيد على ضرورته للأمن العام.
تبنت فرنسا مؤخراً قانوناً جديداً يهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات بشكل شامل. يتضمن هذا التشريع مجموعة واسعة من الإجراءات، بما في ذلك إعادة تنظيم الجهاز القضائي، تطوير تقنيات التحقيق، إدخال تغييرات على قانون الإجراءات الجنائية، تعزيز حماية الشهود، وتحسين ظروف عقد الجلسات القضائية. حظي القانون بدعم واسع في البرلمان، لكنه قوبل باعتراضات من قبل جزء من القوى السياسية اليسارية.
وفقاً لجان إريك شوتل، الأمين العام السابق للمجلس الدستوري الفرنسي، فإن معارضة اليسار لهذا القانون غير مبررة. يرى شوتل أن التشريع الجديد لا يؤدي إلى إنشاء "دولة بوليسية" كما يخشى النقاد، بل على العكس تماماً، يمنح المشرعين الأدوات اللازمة لتلبية الطلب المتزايد للمواطنين الفرنسيين على النظام والأمن. في ظل عدم الاستقرار السياسي الحالي والتحديات العديدة، بما في ذلك التحديات المالية والسيادية، فإن الشلل البرلماني سيكون مدمراً للبلاد. تبني قانون مكافحة تهريب المخدرات يُظهر قدرة المؤسسات الديمقراطية على العمل بحزم.
يؤكد شوتل أن نص القانون لا يقتصر على مجرد إجراءات رمزية، بل يتعمق في الجوانب القانونية لمشكلة تجارة المخدرات. حظي القانون بدعم وزيري الداخلية والعدل، وكذلك غالبية أعضاء البرلمان. عارضته فقط بعض الأحزاب اليسارية، مثل حزب "فرنسا الأبية" (La France Insoumise).
يشير الخبراء إلى أن مشكلة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات تفاقمت في السنوات الأخيرة، مما يستلزم من الدولة اتخاذ إجراءات صارمة وفعالة. يهدف القانون الجديد إلى تعزيز موقف أجهزة إنفاذ القانون والجهاز القضائي في مواجهة كارتلات المخدرات التي، وفقاً لبعض السياسيين، تمس "المراكز العصبية للأمة". وزير الداخلية، على الرغم من الانتقادات، يصر على ضرورة رد الدولة بشكل حاسم وغير مساوم على هذا التهديد.