
في كلمات قليلة
إيفلين سير ماران، نائبة رئيس رابطة حقوق الإنسان، تعلق على الحكم ضد مارين لوبان بالتنفيذ المؤقت، موضحة الإشكاليات القانونية المتعلقة بحق الاستئناف والمساواة أمام القانون، مؤكدة أن القضاء طبق القانون وأن التأخير في الاستئناف أمر شائع في النظام القضائي الفرنسي.
علقت إيفلين سير ماران، القاضية الفخرية ونائبة رئيس رابطة حقوق الإنسان (LDH)، مساء الاثنين 31 مارس على قناة franceinfo، على الحكم الصادر ضد مارين لوبان بخمس سنوات من عدم الأهلية للانتخاب مع التنفيذ المؤقت، أي الفوري، في قضية المساعدين البرلمانيين الأوروبيين لحزب التجمع الوطني (RN)، قائلة إن التنفيذ المؤقت «يثير إشكالية فيما يتعلق بـحق الاستئناف، من حيث المبدأ».
وأوضحت إيفلين سير ماران أن التنفيذ المؤقت «ضروري للغاية في عدد معين من القضايا، على سبيل المثال عندما يرتكب موظف تعليمي اعتداءً جنسياً على أطفال، حتى لو استأنف الشخص، فمن الطبيعي محاولة ضمان عدم تكرار ذلك في انتظار قرار محكمة الاستئناف».
ولكن في حالة قضية التجمع الوطني تحديداً، أعربت القاضية عن تحفظاتها. وأضافت: «هذا يطرح مشكلة أيضاً فيما يتعلق بـعدم المساواة في المعاملة بين المنتخبين المحليين والوطنيين» لأن المنتخبين المحليين «يُعزلون فوراً من مناصبهم، وليس المنتخبين الوطنيين». لذلك، «ربما يمكن لـلمشرع أو المجلس الدستوري النظر في عدم تطبيق التنفيذ المؤقت والعقوبات التلقائية بشكل منهجي، فالأمر يعتمد على القضايا»، حسب تقدير القاضية.
هذا القرار «يمكن مناقشته»
ترى إيفلين سير ماران أنه «يمكننا أن نفهم أن القضاة اعتقدوا بضرورة تطبيق عقوبة صارمة للغاية». ومع ذلك، كررت أن هذا القرار «يمكن مناقشته في ضوء القانون»، مشددة على أن «المشرع والمجلس الدستوري يمكنهما إعادة النظر في الأمور» لأن «الأمر يعود لـلمشرع ليقرر ما إذا كان القانون عادلاً أم لا» ولكن في هذه الحالة المحددة، «الحكم يتوافق تماماً مع الحق والقانون».
وأعربت نائبة رئيس رابطة حقوق الإنسان عن «دهشتها» من ردود الفعل لأن «القانون يصوت عليه السياسيون والقضاة يطبقونه فقط». وأضافت القاضية الفخرية تعليقاً على تصريح مارين لوبان يوم الاثنين في نشرة أخبار الساعة 8 مساءً على قناة TF1: «القول بأن سيادة القانون تُنتهك لأن القضاة يطبقون القانون، أعتقد أنه لا يمكننا قول ذلك».
وذكرت إيفلين سير ماران أنه في هذه القضية، «لم يبادر القضاة من تلقاء أنفسهم، بل إن البرلمان الأوروبي هو الذي قدم الشكوى في البداية بشأن 6.8 مليون يورو يُزعم أنه تم اختلاسها، أي تم استخدامها ليس لصالح نواب البرلمان الأوروبي من حزب التجمع الوطني، عبر دفع رواتب مساعديهم البرلمانيين، ولكن لصالح الحزب. هذا هو اختلاس الأموال العامة». وأوضحت نائبة رئيس رابطة حقوق الإنسان: «لا يهم ما إذا كان الشخص لم يضع أموالاً شخصية في جيبه، ولا يهم ما إذا كان المساعدون البرلمانيون يعملون بالفعل، إذا كان العمل لصالح حزب - بينما يجب أن يعملوا لصالح البرلمان الأوروبي - فهذا يسمى اختلاس أموال عامة»، كررت.
«القانون هو نفسه للجميع»
وفيما يتعلق بـحكم الاستئناف الذي ترغب مارين لوبان في أن يكون سريعاً، ترى إيفلين سير ماران أن ذلك سيكون صعباً لأن «المحاكم ومحاكم الاستئناف مكتظة بالقضايا». وأضافت: «أتفهم أنها تريد أن تُحاكم بسرعة في الاستئناف ولكن المهلة تبلغ حوالي عامين ونصف، ثلاث سنوات كحد أدنى». وتابعت: «لذلك من المحتمل ألا تُحاكم قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2027». وأصرت القاضية الفخرية: «القانون هو نفسه للجميع». «كل من ينتظر المحاكمة هو في نفس الوضع، هذا مؤسف ولكن لا يمكننا تخصيص معاملة خاصة لها».
وأخيراً، ورداً على سؤال حول التهديدات الموجهة للقضاة الذين أصدروا الحكم في قضية المساعدين البرلمانيين الأوروبيين وأدانوا مارين لوبان، وهي تهديدات ندد بها الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في باريس، تحدثت إيفلين سير ماران عن هجمات «عنيفة» ضد القضاة والتي «لا يمكن إلا أن تغذي حقيقة أنه يمكن وضع هدف على ظهور بعض القضاة». ووفقاً لها، «قد يكون الأمر خطيراً للغاية الطعن بهذه الطريقة في سلطة القضاء الموجود ببساطة لتطبيق القانون ولا شيء آخر».