"قزم سياسي وعملاق اقتصادي": مسؤول فرنسي يدق ناقوس الخطر بشأن اتفاق ترامب التجاري مع أوروبا

"قزم سياسي وعملاق اقتصادي": مسؤول فرنسي يدق ناقوس الخطر بشأن اتفاق ترامب التجاري مع أوروبا

في كلمات قليلة

انتقد السياسي الفرنسي البارز بيير ألكسندر أنغلاد بشدة الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، معتبراً إياه "هزيمة وفرصة تاريخية ضائعة". وحذر من أن الاتفاق يعزز التبعية لأمريكا ويحول أوروبا إلى "قزم سياسي"، داعياً إلى صحوة أوروبية لتحقيق الاستقلال الاستراتيجي.


دق بيير ألكسندر أنغلاد، رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في الجمعية الوطنية الفرنسية وأحد أبرز الأصوات في تيار الرئيس ماكرون، ناقوس الخطر بشأن الاتفاق التجاري الأخير بين الاتحاد الأوروبي وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفاً إياه بأنه "هزيمة وفرصة تاريخية ضائعة" للاتحاد.

في تصريحات حادة، أكد أنغلاد أن هذا الاتفاق يمثل "تنازلاً استراتيجياً" من قبل أوروبا. وأوضح قائلاً: "بدلاً من الاعتماد على القوة الهائلة لسوقنا، يكتفي الاتحاد الأوروبي بتعزيز تبعيته عبر الأطلسي. فالرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 15% تخلق تفاوتاً هائلاً يضر بفائضنا التجاري، ويشجع على نقل المصانع خارج أوروبا، ويهدد الوظائف داخلها".

ويرى أنغلاد أن الاتفاق هو "ضرر هائل ذاتي" وتكريس لتبعية متزايدة للمحروقات الأمريكية، مما يتعارض مع طموحات أوروبا في تحقيق الاستقلال الصناعي والطاقوي. وألقى باللوم ليس فقط على المفوضية الأوروبية، بل على فشل جماعي للآلية الأوروبية، وخاصة قادة الدول الذين شلوا الموقف بسبب حرص كل منهم على مصالحه الخاصة.

وعن الاستراتيجية البديلة، شدد أنغلاد على ضرورة أن تفرض أوروبا قوتها. وقال: "نحن 450 مليون مستهلك، وأول قوة تجارية في العالم. لا فائدة من أن تكون عملاقاً اقتصادياً إذا واصلت التصرف كقزم سياسي". وأضاف أن مواجهة أساليب الابتزاز تتطلب تحمل أوروبا لمسؤولياتها كقوة عظمى قادرة على فرض نفسها، وإلا فإنها ستعيش إلى الأبد تحت هيمنة الإمبراطوريات الأخرى.

ورغم العلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة كحلفاء، أكد أنغلاد أنه من غير المنطقي أن يطالبنا الرئيس ترامب بزيادة الاستثمار في الناتو لتعزيز الشراكة، بينما يعاقب اقتصادنا بقوة. فأساس الشراكة الحقيقية هو الثقة والاحترام المتبادل، وليس أن تقبل أوروبا دور "التابع الاقتصادي".

وختم أنغلاد بدعوة إلى "صحوة أوروبية"، مشيراً إلى أن أوروبا تعيش "لحظة وجودية" في مواجهة قوى عالمية مثل روسيا والولايات المتحدة والصين التي تسعى لتقويض النظام الدولي. وحذر قائلاً: "إما أن ندخل في مقاومة، أو سنختفي ونصبح منطقة نفوذ للإمبراطوريات. سيادتنا إما أن تكون أوروبية أو لن تكون". ودعا إلى تسريع أجندة التنافسية الأوروبية وتعزيز أدوات الردع التجاري للخروج من منطق الخضوع وفرض اتفاقيات متوازنة تحترم المصالح الأوروبية.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.