
في كلمات قليلة
وزير العدل الفرنسي يقترح إعادة فرض رسوم على السجناء للمساهمة في تكاليف السجون، مما أثار جدلاً حول الأوضاع المعيشية الصعبة للنزلاء.
إنفاق السجناء على سجنهم: الواقع وراء التصريحات
إن فكرة مساهمة النزلاء من مالهم الخاص لـ «المشاركة في الخدمة العامة للعدالة» هي الفكرة التي طرحها وزير العدل جيرالد دارمانين، يوم الاثنين 28 أبريل. أعلن وزير العدل عن رغبته في «إعادة رسوم السجن» لتمويل تحسين ظروف عمل موظفي السجون. وهو يتحدث عن «مبلغ رمزي، ولكنه مهم»، ويقدر تكاليف تشغيل المؤسسات العقابية بـ «أربعة مليارات يورو سنويًا تقريبًا». في الواقع، يتحمل النزلاء، الذين غالبًا ما يتم تصويرهم على أنهم يحصلون على السكن والغذاء والملابس مجانًا، بالفعل جزءًا من تكاليف سجنهم.
كما يشير المرصد الدولي للسجون (OIP)، فإن إدارة السجون «لا توفر سوى الحد الأدنى» للنزلاء في الزنزانة. وفقًا لـ «دليل السجين الوافد» الذي أعدته الوزارة، يُزود النزلاء بـ «مجموعة أدوات أساسية» تحتوي على لوازم الاستحمام، وملابس داخلية نظيفة، وملاءات، وغطاء، ومنتجات النظافة، وأدوات المائدة لتناول وجباتهم، بالإضافة إلى الأوراق والأقلام للكتابة إلى أسرهم أو أصدقائهم.
تكلفة «200 يورو شهريًا كحد أدنى»
إذا كانت السجون توفر وجبتين ووجبة خفيفة يوميًا للنزلاء، فإن «الكميات في بعض الأحيان غير كافية وجودة الطعام رديئة وتعاني من نقص المنتجات الطازجة. يتم توفير مجموعة أدوات النظافة عند الوصول إلى السجن، ولكن لا يتم تجديدها دائمًا. وبالمثل، لصيانة الزنازين، يجب توفير منتجات التنظيف، ولكن توزيعها ضئيل»، كما يوضح المرصد الدولي للسجون.
وبالتالي، وفقًا للمرصد، فإن تكلفة المعيشة في السجن للنزلاء «قدرها تقرير لمجلس الشيوخ بـ 200 يورو شهريًا كحد أدنى». للحصول على أكثر من «الحد الأدنى» المقدم، يجب على السجناء بالفعل أن يدفعوا من جيبهم الخاص. يمكنهم إجراء عمليات شراء عبر «المقصف». هذا النظام «للبيع عن طريق المراسلة الذي تديره إدارة السجون»، كما يقدمه المرصد الدولي للسجون، يسمح للنزلاء بشكل خاص بشراء مواد غذائية إضافية، ومنتجات طازجة، وطوابع، ومنظفات الغسيل، والصابون، والصحف أو حتى التبغ. للحصول على التلفزيون أو الراديو، يجب على النزلاء أيضًا دفع إيجار. وفقًا للمرصد الدولي للسجون، «يتم تأجير التلفزيون بتكلفة 14.15 يورو شهريًا والثلاجة 7.50 يورو شهريًا». المكالمات الهاتفية يتم محاسبتها أيضًا. «بين 70 و 110 يورو شهريًا لمدة 20 دقيقة من المكالمات اليومية إلى الهواتف المحمولة في فرنسا»، كما يشير المرصد الدولي للسجون.
حساب اسمي مفتوح في السجن
كما تذكر وزارة العدل في «دليل السجين الوافد»، يُحظر في السجن «حيازة أموال نقدية أو دفاتر شيكات أو بطاقات دفع». عند وصول السجين، يفتح موظفو السجن حسابًا شخصيًا باسمه لإدارة أمواله داخل السجن. يمكن لأقارب السجين إجراء تحويلات مصرفية إلى هذا الحساب، ولكن المبلغ الموجود في الحساب غير متاح بالكامل للاستخدام اليومي للسجين. يُطلق على الأموال المودعة في هذا الحساب اسم «المدخرات» وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء: جزء متاح للسجين في السجن، وجزء يتم الاحتفاظ به جانبًا لتوقع الخروج من السجن، وجزء «مخصص تلقائيًا لتعويض الضحايا».
وفقًا للدليل نفسه، فإن أول 200 يورو يتم إيداعها في هذا الحساب هي أموال متاحة مباشرة للسجين في السجن، وهذا ما يسمى بالنفقة الغذائية الشهرية (PAM). حتى أن وزارة العدل تقدم جدولًا. إذا كان السجين يحصل على أكثر من 200 يورو شهريًا، يتم تخصيص 10٪ من المبلغ لمدخرات الإفراج الخاصة به. فيما يتعلق بتعويض الأطراف المدنية، يتم الاحتفاظ بنسبة 20٪ للنزلاء الذين لديهم من 200 إلى 400 يورو، و 30٪ لأولئك الذين يحصلون على أكثر من 600 يورو.
«فقر السجون»
ومع ذلك، تظهر أرقام المرصد الدولي للسجون أن أكثر من سجين واحد من بين كل أربعة «معدمون». وبالتالي، «يعتبر 22٪ من السجناء في 'فقر السجون'، أي أن لديهم أقل من 50 يورو شهريًا»، كما يوضح المرصد الدولي للسجون. يذكر المرصد أيضًا أن «أكثر من نصف السجناء عاطلون عن العمل قبل دخولهم السجن» وأنه بمجرد دخولهم السجن، «يتمكن 30٪ فقط من السجناء اليوم من الوصول إلى نشاط مدفوع الأجر، يدفع ما بين 25٪ و 45٪ من الحد الأدنى للأجور». يشير «دليل السجين الوافد» أيضًا إلى هذه الحالات. «إذا لم يكن لديك موارد كافية، فسوف يوفر لك موظفو السجن ما تحتاجه لغسل نفسك وارتداء الملابس والكتابة إلى عائلتك. يمكنك أيضًا الحصول على 30 يورو شهريًا»، كما يمكننا أن نقرأ.