ثانوية ابن رشد الإسلامية في ليل أمام القضاء لاستعادة عقدها مع الدولة: تحديات التعليم الإسلامي في فرنسا

الفئة: شركة
ثانوية ابن رشد الإسلامية في ليل أمام القضاء لاستعادة عقدها مع الدولة: تحديات التعليم الإسلامي في فرنسا

في كلمات قليلة

ألغي عقد ثانوية "ابن رشد" مع الدولة، مما أدى إلى حرمانها من التمويل وتراجع عدد الطلاب. وتطالب المؤسسة بإعادة العقد.


تواجه ثانوية ابن رشد الإسلامية في مدينة ليل الفرنسية، معركة قضائية لاستعادة عقدها مع الدولة، والذي أُلغي بسبب "مخالفات جسيمة للمبادئ الأساسية للجمهورية". وستنظر المحكمة الإدارية في القضية يوم الثلاثاء 18 مارس 2025، حيث يطالب مسؤولو الثانوية بإلغاء هذا القرار الذي يعتبرونه "غير متناسب" و"مجحفًا". وتأتي هذه الجلسة بعد أسبوع من رفض القضاء استعادة العقد مع ثانوية الكندي في ليون، وهي واحدة من ثانويتين إسلاميتين أخريين متعاقدتين.

في 7 ديسمبر 2023، أنهى محافظ منطقة الشمال عقد ثانوية ابن رشد، مما أدى إلى حرمانها من الدعم المالي الحكومي اعتبارًا من سبتمبر 2024. وشهدت الثانوية، التي كانت تُعد প্রধান মুসলিম المدرسة بموجب العقد، انخفاضًا في عدد طلابها من 470 إلى 290 طالبًا. ولضمان استمراريتها وتمويل عملها، قامت المؤسسة بمضاعفة الرسوم الدراسية وأطلقت حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت. وبررت المحافظة قرارها بالإشارة إلى أن بعض التعاليم "تتعارض مع قيم الجمهورية".

هيمنة المراجع الدينية الإسلامية

أشار المحافظ في رسالة بتاريخ 7 ديسمبر 2023، إلى وجود مراجع في مقرر "الأخلاق الإسلامية" تتضمن نصوص دينية تدعو إلى عقوبة الإعدام في حالة الردة والفصل بين الجنسين. كما أشار إلى عدم وجود مصادر حول مواضيع معينة مثل المثلية الجنسية، وهيمنة المراجع الدينية الإسلامية على حساب الديانات الأخرى في مركز التوثيق والإعلام (CDI) التابع للمؤسسة.

كما يتهم المحافظ المؤسسة بتلقي تمويل من قطر ورفض إجراء تفتيش مفاجئ لمركز التوثيق والإعلام في يونيو 2022، في حين أن هذا التفتيش يُعتبر "مقابلًا" للتمويل العام. وكانت وزارة التربية الوطنية قد أجرت عدة عمليات تفتيش، دون أن تجد ما يدعو إلى إلغاء العقد. وفي تقرير صدر عام 2020، اعتبرت المفتشية العامة للتربية الوطنية أنه "لا يوجد ما يدعو" للاعتقاد "بأن الممارسات التعليمية (...) لا تحترم قيم الجمهورية".

أكدت المحكمة الإدارية في قرارين صدرا في فبراير ويوليو 2024، إلغاء العقد. وخلال الجلسة الأخيرة، حذر محامي المؤسسة، سيفين غيز غيز، من عواقب هذا الإلغاء، الذي قد يؤدي إلى "موت بطيء للمؤسسة"، التي تضم عددًا كبيرًا من الطلاب الحاصلين على منح دراسية وتُصنف بانتظام بين أفضل المؤسسات في المنطقة. وفي هذه المرة، ستنظر المحكمة في القضية من حيث الجوهر. وأشار المحامي غيز غيز على موقع X (تويتر سابقًا) يوم الاثنين إلى أنه يتوقع أن يطلب المقرر العام إلغاء قرار المحافظة.

77 مؤسسة تعليمية إسلامية

اعتبرت جمعية ابن رشد في بيانها أن "هذه محاكمة تاريخية تمس شرف وفخر دولتنا في فرض احترام المبادئ الأساسية للجمهورية، الحرية والمساواة والأخوة". كما نددت بـ "عمليات التفتيش المنهجية" في التعليم الخاص الإسلامي: "عندما لا نجد شيئًا، نعاود التفتيش"، وأشارت إلى "عدم المساواة في المعاملة" بين المدارس الإسلامية المتعاقدة وغيرها من المؤسسات الخاصة.

ويستشهد مدير المؤسسة، إيريك دوفور، على وجه الخصوص، بثانوية ستانيسلاس في باريس، التي لم يتم إلغاء عقدها على الرغم من الانحرافات التي أشار إليها تقرير وزارة التربية الوطنية. ويقول: "يجب على القضاء أن يعيد هذه المساواة" في المعاملة. وفي ردها على سؤال على إذاعة فرانس إنفو يوم الاثنين، صرحت وزيرة التربية الوطنية، إليزابيث بورن، بأن إلغاء العقود يرجع إلى "الحقائق، سواء في التعاليم التي قُدمت" أو "في التصريحات التي أدلى بها عدد من مسؤولي هذه المؤسسات".

تأسست ثانوية ابن رشد عام 2003 بعد حظر الحجاب في المدارس، وأصبحت عام 2008 أول مؤسسة إسلامية تتعاقد مع الدولة. ويوجد في فرنسا حاليًا 77 مؤسسة تعليمية إسلامية، ست منها متعاقدة كليًا أو جزئيًا، وفقًا لبيانات وزارة التربية الوطنية. في بداية العام الدراسي 2023، وقبل إلغاء عقود الكندي و ابن رشد، كان الاتحاد الوطني للتعليم الخاص الإسلامي يستقبل 1886 طالبًا في الفصول الدراسية المتعاقدة. وارتفع عدد المؤسسات غير المتعاقدة التي أعلنت عن انتمائها الإسلامي من 53 في عام 2016 إلى 71 حاليًا. الكلمات المفتاحية: #التعليم_الإسلامي #فرنسا #ثانوية_ابن_رشد #عقد_الدولة #التعليم_الخاص #المساواة #الحرية #الأخوة #الجمهورية #للمدارس

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.