شهدت زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب إلى مركز كينيدي في واشنطن، لحضور العرض الافتتاحي للمسرحية الموسيقية "البؤساء" (Les Misérables) في 11 يونيو، تفاعلاً جماهيرياً متفاوتاً ومثيراً للجدل.

كانت هذه الأمسية جزءاً من حدث لجمع التبرعات لصالح مركز كينيدي، حيث أشارت تقارير إلى أن التبرع بمبلغ يصل إلى مليوني دولار كان يتيح للمتبرعين حضور حفل استقبال خاص والتقاط صورة مع ترامب، بالإضافة إلى مشاهدة العرض من مقصورة خاصة.

لكن الحدث لم يمر دون توتر سياسي. فقد قرر عدد من أعضاء فرقة "البؤساء" مقاطعة هذا العرض تحديداً، معلنين احتجاجهم الصريح على سياسات ترامب. تركزت اعتراضاتهم على قراراته الأخيرة بتعيين موالين له في مجلس إدارة المسرح في فبراير الماضي، وكذلك على إرسال قوات إلى لوس أنجلوس للتعامل مع الاحتجاجات المتعلقة بسياساته الخاصة بالهجرة.

وفي تعليقه على مقاطعة الممثلين، أعرب ترامب عن عدم اكتراثه، مصرحاً بأنه "يدير البلاد بشكل جيد"، ومضيفاً: "بصراحة، لا أهتم على الإطلاق. لو لم أكن موجوداً... لكانت لوس أنجلوس قد احترقت".

من المفارقات اللافتة أن المسرحية الموسيقية "البؤساء"، المقتبسة من رواية فيكتور هوغو، تدور أحداثها حول الانتفاضة الشعبية التي قام بها سكان باريس ضد الملكية في يونيو 1832، وهو ما يضفي بعداً ساخراً على الاحتجاجات الموجهة ضد سياسات ترامب.

وفي نهاية العرض، وعندما كان الزوجان الرئاسيان يحييان الجمهور قبل مغادرة القاعة، كان الاستقبال مختلطاً بشكل واضح. فبينما علت أصوات التصفيق من بعض الحضور، لم يتردد آخرون في إطلاق صيحات الاستهجان ضدهما. وفي نهاية المطاف، سيطر مؤيدو حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (MAGA) على المشهد، حيث رددوا هتاف "الولايات المتحدة الأمريكية! الولايات المتحدة الأمريكية!"، وسط ابتهاج ترامب بهذا الدعم.