
في كلمات قليلة
بعد مرور أكثر من أربع سنوات على عاصفة أليكس المدمرة، تم الإعلان عن تأجيل جديد لأعمال إعادة بناء الجسور الحيوية في وادي فيزوبي بفرنسا حتى عام 2027. هذا التأجيل أثار استياءً وغضبًا كبيرًا بين السكان والمسؤولين المحليين الذين يصفون الوضع بـ"الفضيحة" ويعتبرونه دليلاً على عدم الكفاءة.
يشعر سكان وادي فيزوبي في جنوب فرنسا والمسؤولون المحليون فيه بخيبة أمل وغضب شديدين بعد الإعلان عن تأجيل جديد لأعمال إعادة إعمار البنية التحتية الحيوية التي دمرتها عاصفة أليكس في عام 2020. فبعد مرور أكثر من أربع سنوات على الكارثة، لا تزال العديد من المرافق متضررة، والآمال في إصلاحها تتأجل مرة أخرى.
القرار الأخير من إدارة متروبول نيس كوت دازور، المسؤولة عن هذه الأعمال، قوبل بموجة من الانتقادات. في نهاية الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن إنهاء عقد إعادة بناء جسرين رئيسيين في مايسا وفينانسون (بلدية سان مارتن فيزوبي). ووفقًا للنسخة الرسمية، فقد كشفت الدراسات التي أجريت بعد مرور عاصفة آلين في أكتوبر 2023 عن ضعف إضافي في دعامات الجسرين، وهو ما جعل العقد الحالي غير صالح قانونيًا، حسب قول الإدارة.
نتيجة لذلك، تم تأجيل الأعمال المخطط لها. من المقرر إطلاق إجراءات تعاقد جديدة في منتصف عام 2026، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشاريع وتشغيلها بحلول منتصف عام 2027. هذا التأجيل يعتبر "صدمة" للسكان المحليين الذين ينتظرون بفارغ الصبر عودة الحياة الطبيعية وفتح طرق النقل.
وقالت رئيسة بلدية فينانسون، لويتشيا لوري: "ننتقل من خيبة أمل إلى أخرى"، مؤكدةً وجود "نفاد صبر عام". وأضافت: "اليوم، الثقة مفقودة. نحن نستحق أفضل من مجرد بيان صحفي". كما أعربت عن شكوكها في صدق التفسيرات المقدمة، مرجحة أن السبب قد يكون مرتبطًا بصعوبات مالية. وقالت: "إذا كانت هناك مشكلة مالية، فليقولوها بصراحة على الأقل. هذا الصمت لا يطاق".
الاستياء واضح أيضًا في سان مارتن فيزوبي. يتساءل نائب رئيس البلدية المكلف بالأعمال، تيري إنجيلياردي: "خمس سنوات لاكتشاف أن نقاط الدعم ضعيفة؟ هذا جهل مخجل بالواقع على الأرض. لا يهم من المخطئ، من يعاقب هم نحن".
سرعان ما اكتسب الوضع أبعادًا سياسية. ندد النائب إريك سيوتي بـ"تأخير آخر"، واصفًا إياه بـ"فضيحة تعكس عدم كفاءة رئيس المتروبول". وأشار إلى أن وادي رويا المجاور، الذي تضرر أيضًا من العاصفة، قد أنهى جميع أعمال إعادة الإعمار (الجسور، الطرق، الحواجز الواقية).
على خلفية الغضب المتزايد، يشير بعض المراقبين إلى احتمال وجود دوافع سياسية وراء هذه العراقيل، مرتبطة بالتنافس القديم بين رئيس المتروبول والنائب، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية. ونقلت مصادر محلية تساؤلات السكان حول ما إذا كانوا "يدفعون ثمن الصراع" بين السياسيين. كما تتزايد الشكوك بأن "المتروبول تفضل إنفاق الأموال على مدينة نيس بدلًا من ودياننا، مع اقتراب الانتخابات".
بالإضافة إلى التأخيرات الإدارية، تُثقل الشكوك المستمرة على مشاريع إعادة الإعمار. منذ عدة سنوات، يجري تحقيق قضائي يستهدف عددًا من الشركات التي فازت بعقود إعادة الإعمار في الوديان، بالإضافة إلى خدمات المتروبول نفسها. يتناول التحقيق اتهامات محتملة بـ"المحاباة" و"اختلاس الأموال العامة" و"تضارب المصالح"، مما يلقي بظلال قاتمة على مشاريع تعاني بالفعل من التأخير وعدم الاستقرار.
للتعبير عن استيائهم، دعا المسؤولون المنتخبون في وادي فيزوبي إلى تجمع مدني يوم السبت عند جسر فينانسون. وأوضح تيري إنجيلياردي أن "هذا ليس مظاهرة، بل لحظة للتوضيح". وحتى آخر المعلومات المتوفرة، لم تكن إدارة المتروبول تنوي إرسال ممثل عنها للقاء المحتجين.