
في كلمات قليلة
أصدرت محكمة ألمانية أحكاماً بالسجن ضد أربعة مسؤولين تنفيذيين سابقين في فولكس فاجن على خلفية فضيحة «ديزلغيت». أدين المسؤولون بالتلاعب ببرامج فحص الانبعاثات في ملايين السيارات.
في خطوة قضائية هامة، أصدرت محكمة ألمانية أحكاماً بالسجن ضد أربعة من المسؤولين التنفيذيين السابقين في شركة تصنيع السيارات العملاقة فولكس فاجن، وذلك على خلفية فضيحة «ديزلغيت» التي هزت القطاع قبل نحو عقد من الزمن.
جاءت هذه الأحكام عن محكمة براونشفايغ الإقليمية، لتختتم أربع سنوات من المحاكمات التي شهدت 174 جلسة استماع واستدعاء 150 شاهداً. أدان القضاء الألماني المسؤولين الأربعة بتهمة الاحتيال المنظم في قضية التلاعب بنتائج اختبارات الانبعاثات.
تراوحت الأحكام الصادرة بين السجن مع وقف التنفيذ والسجن الفعلي لمدة تصل إلى أربع سنوات ونصف. وكان أقسى حكم من نصيب المسؤول السابق عن تطوير محركات الديزل، حيث حكم عليه بالسجن أربع سنوات ونصف. وحكم على مسؤول آخر بالسجن لمدة عامين وسبعة أشهر، فيما نال المتهمان الآخران أحكاماً بالسجن مع وقف التنفيذ.
اندلعت فضيحة «ديزلغيت» في عام 2015 عندما اعترفت شركة فولكس فاجن بتثبيت برامج سرية في ملايين سيارات الديزل حول العالم. كانت هذه البرامج مصممة للتلاعب بنتائج اختبارات الانبعاثات في المختبرات، مما يجعل السيارات تبدو متوافقة مع المعايير البيئية. لكن في ظروف القيادة العادية، كانت هذه المحركات تصدر ملوثات (أكاسيد النيتروجين) بكميات تتجاوز الحد المسموح به بأضعاف كثيرة.
أقرت فولكس فاجن بأن هذا التلاعب طال نحو 11 مليون سيارة واستمر لمدة ست سنوات.
تسببت هذه الفضيحة بتبعات وخسائر جسيمة لشركة فولكس فاجن. فقد كلفتها الفضيحة حتى الآن أكثر من 33 مليار يورو على شكل غرامات وتعويضات ومستحقات قانونية، بالإضافة إلى الأضرار البالغة التي لحقت بسمعتها. كما اضطرت الشركة لتعويض نحو 250 ألف عميل كانوا قد اشتروا السيارات المتضررة. ولا تزال تداعيات الفضيحة مستمرة، حيث يطالب مساهمون بتعويضات بعد انهيار سهم الشركة بنسبة 40% عقب الكشف عن الفضيحة.
لا يزال الملف القضائي لفضيحة «ديزلغيت» مفتوحاً بالكامل. فقد جرت المحاكمة الأخيرة دون حضور الشخصية الرئيسية في القضية، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة فولكس فاجن، مارتن فينتركون، الذي تم تعليق محاكمته بسبب حالته الصحية. علاوة على ذلك، لا تزال هناك أربعة إجراءات قضائية أخرى قيد النظر تستهدف 31 موظفاً سابقاً آخرين، بمن فيهم مهندسون ومديرون.
تجدر الإشارة إلى أنه سبق أن حكم على الرئيس التنفيذي السابق لعلامة أودي التابعة لفولكس فاجن بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامة كبيرة في قضية احتيال مرتبطة بالفضيحة.