اكتظاظ السجون في فرنسا: مقترح "استئجار" أماكن بالخارج يثير جدلاً حقوقياً

اكتظاظ السجون في فرنسا: مقترح "استئجار" أماكن بالخارج يثير جدلاً حقوقياً

في كلمات قليلة

تدرس فرنسا استئجار أماكن في سجون خارج البلاد للتغلب على اكتظاظ السجون. يواجه المقترح انتقادات حادة من منظمات حقوق الإنسان التي تعتبره مكلفاً وتدعو إلى إصلاح سياسات الاحتجاز بدلاً من ذلك.


تواجه فرنسا أزمة حادة في اكتظاظ سجونها، حيث وصلت نسبة الإشغال إلى 133% في أبريل 2025، مع وجود 82,921 سجيناً مقابل 62,358 مكاناً متاحاً. في هذا السياق، أبدى الرئيس إيمانويل ماكرون استعداده للنظر في خيار استئجار أماكن للسجناء في سجون خارج البلاد.

إلا أن هذه الفكرة قوبلت بانتقادات شديدة من قبل المرصد الدولي للسجون (OIP). وصف رئيس المرصد، ماتيو كينكيس، هذا المقترح بأنه "هروب للأمام" وتجنب لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلة من جذورها.

يرى المرصد الدولي للسجون أن هناك حلولاً أخرى أكثر فعالية لتخفيف الاكتظاظ. ويؤكد على ضرورة إعادة النظر في سياسات السجن التي وصفها بأنها "أكثر أمناً وقمعية". يشير المرصد بشكل خاص إلى استخدام "المفرط" للحبس الاحتياطي قبل المحاكمة، حيث يمثل المعتقلون احتياطياً أكثر من ربع إجمالي نزلاء السجون.

يُعتبر نقل السجناء إلى الخارج حلاً "مكلفاً للمجتمع" حسب المرصد. لا يتعلق الأمر فقط بالملايين من اليورو كتكلفة مالية، بل أيضاً بالتكلفة الإنسانية الكبيرة التي ستؤثر على حياة السجناء وعائلاتهم. كما أعرب رئيس المرصد عن قلقه بشأن ظروف الاحتجاز في الدول الأخرى، مؤكداً على ضرورة الحصول على ضمانات كافية بشأن الأوضاع التي سيتم فيها إيداع السجناء.

توجد سابقة لهذه الممارسة في أوروبا؛ فالدنمارك قامت باستئجار 300 مكان في سجن بكوسوفو مخصصة للسجناء المحكوم عليهم بالطرد. وفي فرنسا، يدرس فريق وزير العدل حالياً هذا الحل، لكنه يؤكد أنه من السابق لأوانه الإعلان عن أي قرارات.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.