
في كلمات قليلة
انتقد المفكر الفرنسي آلان مينك مشروع قانون القتل الرحيم في فرنسا. واعتبر أن القانون يستهدف النخبة ويمكن أن يصبح مصدراً للضغط على الشرائح الأضعف في المجتمع، مما يزيد من عدم المساواة الاجتماعية.
انتقد المفكر الفرنسي البارز آلان مينك بشدة مشروع قانون فرنسي جديد يهدف إلى تقنين القتل الرحيم و"المساعدة النشطة على الموت"، معتبراً أنه مصمم خصيصاً للشريحة المميزة من المجتمع وقد يتحول إلى ضغط أو حتى "واجب على الموت" بالنسبة للغالبية.
على الرغم من إلحاده، يتفق مينك مع وجهة نظر الأديان الرئيسية الثلاث الكبرى بشأن رفض هذا القانون، لكن لأسباب مختلفة تماماً.
في مقابلة صحفية، أوضح مينك دوافعه لمعارضة التصويت على القانون الذي من شأنه تشريع القتل الرحيم أو الانتحار بمساعدة طبيب أو ما يُعرف بـ "المساعدة النشطة على الموت".
قال مينك: "أنا مقتنع بأن مشروع القانون هذا سيصبح قريباً واجباً على الموت بالنسبة للغالبية العظمى". وأضاف: "هذا القانون مصمم لمنطقة سان جيرمان دي بري (رمز للنخبة الباريسية)، للأشخاص المتعلمين الذين يتحكمون في مصيرهم وقدراتهم الفكرية. أشخاص ليس لديهم مشاكل مادية، يقرأون الصحف ويتخذون خيارات شخصية حرة".
ورداً على سؤال حول لماذا سيزيد هذا القانون من عدم المساواة الاجتماعية، استعان مينك بأمثلة من الأدب الكلاسيكي لتوضيح الضغط المحتمل.
وقال: "ليس عليك قراءة بلزاك أو ستندال أو زولا لتتخيل المحادثات على موائد العائلات حيث يسمع المسن أبناءه يناقشون دون أي عدوانية الحياة التي سيعيشونها بعد وفاته، وماذا سيفعلون من بعده، إلخ". وتساءل: "تخيلوا حجم الضغط الذي قد يقع على عاتق هذا الشخص للتخلص من نفسه إذا كان يشعر بأنه عبء...".
لذلك، يحذر مينك من أن القانون، بدلاً من أن يكون خياراً حراً للجميع، قد يتحول إلى أداة ضغط، خاصة على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، مما يزيد من حدة عدم المساواة الاجتماعية القائمة.