حرب ترامب على هارفارد: حرمان من الطلاب الأجانب وتجميد المنح بمليارات الدولارات

حرب ترامب على هارفارد: حرمان من الطلاب الأجانب وتجميد المنح بمليارات الدولارات

في كلمات قليلة

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يشن حملة قوية ضد مؤسسات التعليم العالي المرموقة مثل هارفارد. التصعيد الأخير شمل حرمان الجامعة من استقبال الطلاب الأجانب وتجميد مليارات الدولارات من المنح البحثية.


شن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، منذ عودته للواجهة السياسية، هجومًا كبيرًا على مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة. يعتبر ترامب أن هذه المؤسسات، بما في ذلك الجامعات النخبوية مثل هارفارد، هي معاقل للفكر اليساري المتطرف والتقدمية.

شهد الصراع الأيديولوجي والمالي بين الإدارة الجمهورية وجامعة هارفارد المرموقة تصعيدًا جديدًا مؤخرًا. تتهم إدارة ترامب الجامعات الفاخرة، مثل هارفارد وكولومبيا، بأنها سمحت بازدهار معاداة السامية وفشلت في حماية الطلاب اليهود بشكل كافٍ، خاصة خلال الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي جاءت بعد هجمات 7 أكتوبر.

هذه "الحرب" بين دونالد ترامب وأقدم وأقوى جامعة أمريكية مرت بخمسة مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى: التحقيق في مزاعم معاداة السامية (10 مارس). وزارة التعليم الأمريكية أخطرت هارفارد (إلى جانب 59 جامعة أخرى) بأنها قيد التحقيق بشأن "التمييز والمضايقة المعادية للسامية". حذرت الوزارة من إجراءات إنفاذ محتملة إذا لم تفِ المؤسسات بالتزاماتها بموجب القانون المدني لحماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي.

المرحلة الثانية: إشعار من الإدارة بقائمة مطالب (11 أبريل). وجهت فرقة عمل مشتركة رسالة إلكترونية إلى هارفارد تتضمن عشرة مطالب. تراوحت هذه المطالب بين منع قبول "الطلاب المعادين للقيم الأمريكية" وإجراء تدقيق للأيديولوجية السياسية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. بعد ثلاثة أيام، أفادت مصادر مقربة من الملف للصحافة الأمريكية بأن هذه الرسالة، رغم صحة محتواها، أُرسلت "عن طريق الخطأ".

المرحلة الثالثة: هارفارد تتصدى لترامب.. وتجميد 2.2 مليار دولار من المنح (14 أبريل). رد محامو المؤسسة المرموقة في بوسطن برسالة أكدوا فيها عدم إمكانية خضوع هارفارد، أو أي جامعة خاصة أخرى، لسيطرة الحكومة الفيدرالية. أشارت الرسالة إلى أن "طلبات" الإدارة، التي تنتهك التعديل الأول وتتعدى على الحريات الأكاديمية المعترف بها منذ فترة طويلة، "مؤسفة". كما أكدت هارفارد أنها اتخذت "إجراءات سياسية وبرامجية مهمة" لمكافحة معاداة السامية والتمييز.

في مواجهة هذا الرفض، أعلن دونالد ترامب تجميد 2.2 مليار دولار من المنح المقدمة للجامعة. جاء في بيان لوزارة التعليم الأمريكية أن "فرقة العمل المشتركة لمكافحة معاداة السامية تعلن تجميد 2.2 مليار دولار من المنح متعددة السنوات"، بالإضافة إلى "عقود متعددة السنوات بقيمة 60 مليون دولار". تأتي هذه الأموال بشكل أساسي من المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، وهي الوكالة الرئيسية للبحث الطبي الحيوي والصحة العامة.

المرحلة الرابعة: إدارة ترامب تسحب 450 مليون دولار إضافية (13 مايو). أعلنت فرقة العمل المعنية بمكافحة معاداة السامية في الإدارة الجمهورية أن ثماني وكالات فيدرالية "أنهت حوالي 450 مليون دولار من المنح (الإضافية)". اتهم البيان الجامعة "بالفشل" في حربها ضد "الترهيب المعادي للسامية" في حرمها الجامعي.

هذا الهجوم الجديد على هارفارد جاء بعد يوم واحد من رسالة وجهتها إدارة الجامعة إلى وزيرة التعليم بهدف استئناف الحوار على أساس "مشترك"، مثل مكافحة معاداة السامية والدفاع عن "حرية الفكر والتعبير". التحقيق ما زال جاريًا.

المرحلة الخامسة: الإدارة تسحب حق هارفارد في استقبال الطلاب الأجانب (22 مايو). أعلنت الحكومة سحب هذا الحق. جاء في رسالة وجهتها وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم إلى الجامعة: "تم إلغاء اعتماد برنامج SEVIS (Student and Exchange Visitor Program) لجامعة هارفارد بأثر فوري". هذا البرنامج هو النظام الرئيسي الذي يسمح للطلاب الأجانب بالدراسة في الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى هذه المراحل الخمس الرئيسية، شنت إدارة ترامب العديد من الهجمات الأخرى على هارفارد. أولاً، بإطلاق تحقيقات في ممارسات التوظيف، ومراجعة مجلة القانون الجامعية بعد "تقارير عن تمييز عنصري"، ومزاعم تمييز عنصري في قبول المتقدمين. كما تم منع هارفارد من الحصول على أي منح فيدرالية جديدة.

من جانبها، رفعت الجامعة دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية في محكمة ماساتشوستس الفيدرالية بعد تجميد منحها. صرحت هارفارد أن "هذه القضية تتعلق بجهود الحكومة لاستخدام تجميد المنح الفيدرالية كوسيلة للسيطرة على القرارات الأكاديمية في هارفارد". وجاء في الوثيقة أن تصرفات الحكومة "لا تتعدى فقط على التعديل الأول (الذي يضمن حرية التعبير) بل أيضًا على القوانين واللوائح الفيدرالية"، واصفة القرار الحكومي بأنه "تعسفي".

تُظهر هذه الأحداث مدى التصاعد في الصراع السياسي داخل الولايات المتحدة وتأثيره على مؤسساتها الأكاديمية الرائدة، حيث تجد الجامعات نفسها في قلب المعارك الأيديولوجية.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.