صراع المعادن النادرة: الغرب يبحث عن بدائل للمغناطيس الصيني وسط قيود التصدير

صراع المعادن النادرة: الغرب يبحث عن بدائل للمغناطيس الصيني وسط قيود التصدير

في كلمات قليلة

خففت الصين جزئياً قيودها على صادرات مغناطيس المعادن الأرضية النادرة، لكن الأحجام لا تزال أقل بكثير من مستويات العام الماضي. يبحث المصنعون الغربيون عن بدائل، بينما تستثمر حكومة الولايات المتحدة في الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الصين في هذا القطاع الاستراتيجي.


تشهد المعادن الأرضية النادرة، التي تعتبر حيوية لقطاعات السيارات والدفاع والأجهزة المنزلية، صراعًا تجاريًا كبيرًا منذ عدة أشهر. فرضت الصين، التي تحتكر هذا السوق، قيودًا على صادرات المغناطيس المصنوع من هذه المعادن، ردًا على الرسوم الجمركية الأمريكية. ورغم توصل البلدين إلى اتفاق في 27 يونيو لرفع بعض هذه القيود، مما سمح باستئناف جزئي للصادرات، إلا أن مستوياتها لا تزال أقل بكثير من الأعوام السابقة، حيث سجلت انخفاضًا بنسبة 38% في يونيو.

هذا الانخفاض، رغم كونه مقلقًا للمصنعين الغربيين الذين يعتمدون بشكل كبير على المغناطيس الصيني، يُظهر تحسنًا طفيفًا مقارنة بشهر مايو، حيث هوت الصادرات بنسبة 74% مقارنة بالعام السابق، وهو أكبر انخفاض منذ أكثر من عقد. بالأرقام، صدرت الصين 3.2 مليون كيلوغرام من مغناطيس المعادن الأرضية النادرة في يونيو، بينما كان المتوسط الشهري العام الماضي يبلغ 4.8 مليون كيلوغرام.

تُعد هيمنة الصين على إمدادات مغناطيس المعادن الأرضية النادرة ورقة رابحة في مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة. فالصين تنتج حاليًا حوالي ثلثي المعادن الأرضية النادرة في العالم وتقوم بمعالجة ما يقرب من 90% منها. وقد شهدت الصادرات الصينية من هذه المواد إلى الولايات المتحدة على وجه الخصوص انخفاضًا حادًا بنسبة 52% في يونيو مقارنة بالعام السابق.

لمواجهة هذا الوضع، بدأ المصنعون الغربيون في اتخاذ إجراءات استباقية. لتجنب النقص المحتمل وتوقف خطوط الإنتاج، لجأت بعض الشركات إلى دفع تكاليف باهظة للشحن الجوي فور الحصول على تراخيص الاستيراد. كما يدرس البعض الآخر حلولًا لتصنيع منتجاتهم باستخدام أنواع مغناطيس أقل قوة ولا تحتوي على معادن نادرة خاضعة للسيطرة الصينية.

وفي خطوة استراتيجية، أعلنت شركة \"إم بي ماتريالز\" (MP Materials)، أكبر منتج للمعادن النادرة في أمريكا، عن اتفاق يستحوذ بموجبه البنتاغون على حصة 15% في الشركة. وبموجب هذا العقد، ستستثمر الحكومة الأمريكية مليارات الدولارات في الشركة وستشتري إنتاجها، مقابل قيام \"إم بي ماتريالز\" ببناء مصنع جديد بحلول عام 2028 لتصنيع مغناطيس المعادن النادرة بكميات تتجاوز الإنتاج الحالي للبلاد بأكمله.

من جانبها، شددت بكين إجراءاتها لحماية أسرارها التجارية، حيث طلبت من شركاتها تسجيل موظفيها ذوي الخبرة الفنية والبحثية. كما اتهمت وزارة أمن الدولة الصينية وكالات استخبارات أجنبية بسرقة تكنولوجيا المعادن النادرة الخاضعة للقيود.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.