
في كلمات قليلة
يرى العلماء أن توسيع وحماية الغابات يمكن أن يكون أداة قوية لمكافحة تغير المناخ عن طريق امتصاص الكربون، لكن الفعالية تتطلب أنظمة بيئية متكاملة، بالإضافة إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير.
يمكن أن تلعب الغابات دورًا حاسمًا كحل طبيعي لمواجهة أزمة المناخ. يفقد العالم حوالي 15 مليار شجرة سنويًا، ومع ذلك، تشكل الغابات جوهر الحياة ويمكن أن تكون مفتاحًا أساسيًا لمكافحة الاحتباس الحراري العالمي. تم تسليط الضوء على هذه الفكرة من خلال أبحاث وتجارب علماء بيئة مختلفين حول العالم.
تلعب الغابات دورًا رئيسيًا في التوازن البيئي للأرض لأنها تمتص كمية هائلة من الكربون وتنقي الهواء الذي نتنفسه. كما أنها تجسد دورة الحياة بشكل مثالي، حيث تشكل الرطوبة المنبعثة من الأشجار غيومًا تسبب الأمطار، مما يساهم في ازدهار الطبيعة والبيئة المحيطة.
تركز بعض الأبحاث، مثل تلك التي قام بها عالم البيئة توم كروثر، على فكرة أن الغابات تنظم كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي منذ ملايين السنين، وأن زيادة عدد الغابات يمكن أن يحسن تخزين الكربون عالميًا ويساعد في حل مشاكل المناخ. يوضح الباحثون أن عملية التقاط الكربون الطبيعية هذه هي أداة جاهزة وقوية لمكافحة الاحتباس الحراري. تشير الدراسات إلى وجود حوالي 9 ملايين كيلومتر مربع من الأراضي غير المستغلة في العالم حيث يمكن زراعة ألف مليار شجرة إضافية.
ومع ذلك، فإن مجرد زراعة الآلاف من الأشجار من النوع نفسه على مسافات منتظمة ليس كافيًا لتحقيق الأثر المطلوب، على عكس ما قد يتخيله البعض. لتحقيق النتائج المرجوة وأقصى قدر من امتصاص الكربون، من الضروري إعادة بناء النظام البيئي للغابات بالكامل حتى يلعب التنوع البيولوجي دوره الكامل. الغابات التي تحتوي على أنواع مختلفة من الأشجار والكائنات الحية تخزن ضعف كمية الكربون التي تخزنها المزارع الأحادية النوع.
يسافر العلماء حول العالم لدراسة العناصر المختلفة التي تتكون منها الغابة، مثل عملية التمثيل الضوئي في النباتات، والشبكات الفطرية المعقدة تحت الأرض، ودور الحيوانات في نشر البذور، وذلك لفهم أفضل لكيفية عمل هذه النظم البيئية الحيوية. يبرز الخبراء أيضًا الدور المدمر الذي يلعبه البشر في اختفاء البيئات الحرجية في جميع أنحاء الكوكب، لكنهم لا يغفلون جهود أولئك الذين يكافحون لإعادة إحيائها، مثل الأخصائيين في استعادة البيئة الذين يعملون على استعادة الأراضي التي تم قطع أشجارها.
لكن استعادة الغابات أو إنشاء غابات جديدة ليس بالأمر السهل، والنتائج ليست متساوية. فالغابة الأولية الطبيعية تمتص ثاني أكسيد الكربون بأربع إلى خمس مرات أكثر فعالية من الغابة المستعادة. ورغم إمكانياتها الهائلة، فإن الغابات وحدها لن تكون قادرة على عكس الاتجاه الحالي لتغير المناخ. لتحقيق ذلك، يبدو أن حماية الغابات الموجودة حاليًا وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير ومتزامن هما أكثر الطرق فعالية لمعالجة المشكلات البيئية العالمية.