
في كلمات قليلة
تتبادل الهند وباكستان الاتهامات بشأن سلامة أسلحتهما النووية في أعقاب تصعيد عسكري خطير. الهند تطالب بوضع الترسانة الباكستانية تحت رقابة دولية، بينما تتهم باكستان الهند بحوادث تتعلق بمواد نووية.
تبادلت الهند وباكستان اتهامات قوية اليوم بشأن عدم كفاية السيطرة على أسلحتهما النووية، بعد أيام فقط من أخطر مواجهة عسكرية بينهما خلال العقدين الماضيين.
وزير الدفاع الهندي، راجنات سينغ، تساءل خلال زيارة إلى كشمير الهندية: "هل الأسلحة النووية آمنة عندما تكون في أيدي دولة لا يمكن السيطرة عليها وغير مسؤولة؟". واتهم باكستان بشكل مباشر، مشيراً إلى أنه "يجب وضع الترسانة النووية الباكستانية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)".
وردت باكستان على الفور على هذه التصريحات. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن "على الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي، إذا كانوا قلقين، أن يقلقوا بشأن حالات السرقة المتكررة وحوادث الاتجار بالمواد النووية والمشعة في الهند". وأشارت إسلام أباد إلى حوادث وقعت في عام 2021، زعمت أنها "تشير إلى وجود سوق سوداء للمواد الحساسة وذات الاستخدام المزدوج في الهند"، ودعت إلى "تحقيق شامل" في هذه المسألة. ولم يصدر رد فوري من نيودلهي على هذا البيان.
شهدت الهند وباكستان الأسبوع الماضي أخطر مواجهة عسكرية منذ الحرب بينهما عام 1999. تبادلت الجيشان القصف المدفعي والهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة لمدة أربعة أيام، مما أثار مخاوف جدية من التصعيد في العواصم الأجنبية. وتم الإعلان عن وقف فوري لإطلاق النار، تم تأكيده لاحقاً من قبل الطرفين المتحاربين. وحذر الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، في وقت سابق من أن النظام الأمني الدولي قد "يُدمّر بالكامل" إذا استخدمت الهند أو باكستان أسلحة نووية.
ومنذ إعلان الهدنة، تم الالتزام بها إلى حد كبير بين البلدين. ذكر وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، أن جنرالات البلدين اتفقوا خلال محادثات هاتفية جديدة على تمديد الهدنة رسمياً. ومع ذلك، لا تزال اللهجة بين العاصمتين المتنافستين عدوانية للغاية. فمن جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، أن بلاده لن تستأنف مشاركتها في معاهدة تقسيم مياه نهر السند ما لم تتوقف باكستان عن دعم "الإرهاب العابر للحدود".
وفي آخر حصيلة لها، قالت باكستان إن القتال الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل 40 مدنياً و13 جندياً من جانبها. وتفيد الهند بمقتل 16 مدنياً وخمسة جنود على أراضيها. تتنازع الدولتان على السيادة الكاملة على كشمير منذ تقسيمهما. وقتل ثلاثة متمردين مزعومين هذا الأسبوع خلال اشتباك مع قوات الأمن الهندية.