المزارعون الفرنسيون يجددون الدعوة للاحتجاج: النقابات تعلن عن شعورها «بالخيانة»

المزارعون الفرنسيون يجددون الدعوة للاحتجاج: النقابات تعلن عن شعورها «بالخيانة»

في كلمات قليلة

دعت أكبر النقابات الزراعية الفرنسية، FNSEA و Jeunes Agriculteurs، إلى تعبئة جديدة للمزارعين بدءاً من 26 مايو. يعبر المزارعون عن شعورهم "بالخيانة" بسبب عدم وفاء الحكومة بوعودها والمخاوف من تعديلات على مشروع قانون يهدف إلى تخفيف القيود عن مهنتهم.


دعت أكبر النقابات الزراعية الفرنسية، FNSEA و Jeunes Agriculteurs (JA)، إلى بدء تعبئة وتحركات احتجاجية جديدة في جميع أنحاء البلاد اعتباراً من 26 مايو. صرح رئيس FNSEA، أرنو روسو، بأن المزارعين يشعرون «بالخيانة» بسبب «الوعود غير المحققة» التي قطعتها الحكومة بعد الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد في شتاء 2024.

لم يتم اختيار تاريخ 26 مايو عشوائياً، حيث ستبدأ الجمعية الوطنية الفرنسية في هذا اليوم بمناقشة مشروع قانون يهدف إلى «رفع القيود عن ممارسة مهنة المزارع». يعتبر هذا النص، الذي قدمه السيناتوران لوران دوبلومب وفرانك مينونفيل، بمثابة استجابة «حيوية» للأزمة الزراعية في نظر النقابات. ومع ذلك، يخشى المزارعون من أن يتم «تعديل» مشروع القانون بشكل كبير من قبل اللجان البرلمانية المختلفة قبل عرضه على النواب للتصويت النهائي.

تتركز المخاوف الرئيسية للمزارعين حول قضيتين رئيسيتين: الوصول إلى المياه واستخدام المبيدات الحشرية.

في 6 مايو، قامت لجنة التنمية المستدامة بحذف المادة 5 من مشروع القانون، والتي كانت تفتح الباب أمام استثناءات بيئية لمشاريع معينة تتعلق بسحب المياه وتخزينها، معتبرة هذه المشاريع ذات «مصلحة عامة كبرى». انتقد روسو هذا القرار بشدة، واصفاً إياه بأنه عمل من قبل «قبري السيادة الغذائية». كما أعرب عن استيائه من موقف بعض السياسيين، متهماً إياهم بوضع العقبات أمام تمرير القانون.

في المقابل، كان الوضع في لجنة الشؤون الاقتصادية «أفضل قليلاً»، وفقاً لكوينتين لو غييو، الأمين العام لـ JA. فقد وافق النواب على إعادة إدخال استخدام مبيد حشري من عائلة النيونيكوتينويدات، وهو الأسيتاميبريد، بشكل استثنائي. كان هذا المبيد، المعروف بضرره للملقحات ويستخدم خاصة في زراعة البنجر والبندق، محظوراً في فرنسا منذ عام 2018، بينما لا يزال مسموحاً به في أجزاء أخرى من أوروبا.

قال أرنو روسو: «نحن فخورون بما ننتجه، ونريد الاستمرار في الإنتاج لإطعام الفرنسيين». وشدد على أن «مسألة السيادة الغذائية لفرنسا هي على المحك».

يسعى المزارعون للضغط ليس فقط على النواب ولكن أيضاً على الحكومة، التي يرون أنها لا تدعم مشروع القانون بقوة كافية. من جانبها، دعت وزيرة الزراعة، أنييس بانييه-روناشير، النواب إلى «عدم عرقلة» المشروع، مؤكدة أن النص بصيغته التي خرجت من مجلس الشيوخ هو «نص متوازن». وأضافت أنه «يجب علينا احترام توقعات واحتياجات مزارعينا. اليوم، الشيء الأساسي هو السماح للمناقشة بأن تكتمل».

على الرغم من بعض الانتقادات الجزئية، تعتبر النقابات أن مشروع القانون الحالي يمثل أساساً جيداً. إنهم يرون نضالهم كما لو كان بناء منزل؛ القانون السابق، مع تدابير مهمة تتعلق بإقامة المزارعين الجدد ونقل المزارع، يمثل الأسس والجدران. أما الآن، فهم بحاجة إلى السقف، وهذا ما يمثله مشروع قانون دوبلومب ومشاريع أخرى قادمة.

يوضح الأمين العام لـ JA: «نحن نحتج للضغط على النواب. ولنقول لهم: ’لقد دعمتمونا العام الماضي خلال الأزمة، وربتم على أكتافنا في المعرض الزراعي قائلين إنكم ستساعدوننا. الآن هو الوقت المناسب للعمل الجاد‘».

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.