
في كلمات قليلة
بعد ثلاث سنوات من إعلان الشراكة "بلا حدود"، تعمل روسيا والصين بنشاط على تطوير التعاون الاقتصادي. يعكس نمو التجارة وروابط الطاقة الاهتمام المتبادل والتقارب الاستراتيجي بين القوتين في مواجهة التحديات العالمية.
وصلت العلاقات بين روسيا والصين إلى مستوى تاريخي مرتفع، كما يؤكد قادة البلدين باستمرار. بعد مرور ثلاث سنوات على إعلان الشراكة "بلا حدود" في فبراير 2022، يتطور التعاون الاقتصادي بين موسكو وبكين بنشاط، رغم التحديات العالمية وضغوط العقوبات الغربية.
في ظل ابتعاد الدول الأوروبية عن مصادر الطاقة الروسية، تشهد التبادلات التجارية بين روسيا والصين نمواً كبيراً. يعكس هذا الازدهار الاهتمام المتبادل بين القوتين. بالنسبة لروسيا، أصبحت الصين سوقاً رئيسياً لمبيعات الطاقة وسلع أخرى، ومصدراً مهماً للاستيراد.
اللقاءات رفيعة المستوى الأخيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ تؤكد قوة التنسيق السياسي والتوجه نحو تعميق التفاعل الاقتصادي. وتشدد موسكو على أن الشراكة بين روسيا والصين مبنية على مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
يشير الخبراء إلى أن المحور الروسي الصيني يصبح عاملاً متزايد الأهمية في تشكيل عالم متعدد الأقطاب. يشمل التعاون الاقتصادي مجالات مختلفة، بما في ذلك الطاقة، والمالية، والتكنولوجيا، ومشاريع البنية التحتية، والزراعة. يعد تطوير الروابط، مثل خط أنابيب الغاز "قوة سيبيريا" وزيادة شحنات النفط، مثالاً واضحاً على إعادة توجيه التدفقات التصديرية الروسية نحو الشرق.
ترى كلتا الدولتين في هذه الشراكة ضرورة استراتيجية. تحصل روسيا على الدعم في ظل المواجهة مع الغرب، بينما تعزز الصين مكانتها كقوة اقتصادية عالمية، وتؤمن أمنها في مجال الطاقة، وتوسع نفوذها في الفضاء الأوراسي.